أحمد بهاء الدين يكتب : متعة لا تنسى فى غانا
فى مجلة روز اليوسف عام 1959 كتب الكاتب الصحفى احمد بهاء الدين
الغابة اشجار عالية وفروع متشابكة ، وألوان زاهية وفقر وعرى وسحالى وأفاعى وصوت طيور ورقص ، ومن زيارة الى غانا لمدة اسبوعين نقلوا الغابة الينا فى ملعب واسع أقيم وسطه ديكور بسيط عبارة عن كوخ واشجار وطبول ، ثم مرت أفواج من قبائل الغابة كل منها تعرض رقصاتها وموسيقاها .
وكان عجيبا والدنيا ليل ان ترى بين المتفرجين رجلا مهيبا فىملابس الغابة يضع التاج القطيفة المطرز بالذهب على رأسه فهو رئيس قبيلة من القبائل .
أما الرقص نفسه فمعجزة أن الالة التى تحكم اللحن وتوجه الرقص هى الطبلة ، وهى انواع صغيرة وكبيرة وعريضة ونحيفة ، أما طبلة رئيس القبيلة فهى جزء من زعامته وهىفىكل مهماته الرسمية كحفلات الدفن فى الغابة ، او فى حالة ابلاغ الاوامر .
وتختلف دقات الطبول عنطبول رؤساء القبائل الاخرى ، والرقص ايضا له معان فهناك رقصة الصيد وهى رقصة مفرحة بالحصول على غنائم الصيد يؤديها الرجال بالسهام والأقواس وترقص النساء رقصة تشبه الروك آندرول .وهناك رقصات الزفاف ورقصات الدفن ورقصات الجنس .
وأكرا بلدة جميلة وهى مدينة اقيمت فى قلب الغابة ، فالشوارع الاسفلت نظيفة، الفيلات على طرازالمبانى الشائع مما يجعل اكرا اشبه بضاحية المعادى فى القاهرة .
كنا قد هبطنا مطار اكرا بعد منتصف الليل وكانت الفنادق كلها مشغولة ، فنزلنا فى بيوت يسمونها (بنجالو) أى أكواخ فى اطراف اكرا ، وهى عبارةعن بيوت خشبية صغيرة تبدو لاول وهلة كأنها قفص من أقفاص القرود فى حديقة الحيوان ، لنجد انفسنا فى غابة حقيقية اشجار عالية وأحراش .
فى الخامسة صباحا كان الكوخ الخشبى قد تحول الى فرن يلتهب حرارة ورطوبة من ضوء الشمس ، فأسرعت أجرى خارج الكوخ للبحث عن نسمة هواء ،
أحمد بهاء الدين يكتب: أبناؤنا مصدر قوتنا
رأيت الرجال والنساء فى الملابس الوطنية ، النساء فى قماش ملون ملفوف على أجسادهن وتربط طفلها الى ظهرها ، ويقولون هناك ان المراة تحمل طفل تسعة اشهر فى بطنها وتسعة اشهر على ظهرها .
طابع الغابة تجده فى الفاكهة التى تنبت وحدها ، فالمانجو سعر الحبة منها مليما ، أقة الموز بقرش ، واللوز نوعان اللوز الذى نعرفه ولوز آخر طول الحبة منه تصل الى نصف متر وهم يأكلونه مقليا .، ويكثر هناك على الشواطئ جوز الهند والاناناس ،
كانت اكبر شركة سيارات ومواصلات هناك اسمها طرزان وصاحبها لبنانى من طرابلس .
انتهى الاسبوعان فى اكرا وكان الوداع الذى اقامه لنا شعب اكرا حفلة رقص وكانت متعة لا تنسى .