رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم ذكرى رحيل أحمد بهاء الدين.. فارس الكلمة والضمير

أحمد بهاء الدين
أحمد بهاء الدين

أحد أعمدة الصحافة، صاحب قلم فنان وعاطفة شاعر وعقلانية عالم، كاتب لم يحركه الهوى، ويمثل الضمير العام بكل النقاء والإخلاص، قلمه نظيف لا يحكمه سوى عقل حر وقلم جرئ .
أحمد بهاء الدين ــ رحل فى مثل هذا اليوم 24 اغسطس 1996 ـــ هو الكاتب الصحفى صاحب المدرسة الصحفية المتميزة التى تبعد عن الاثارة، وفى نفس الوقت هى فى إطار التشويق.

 

 

فمنذ عام 1952 وعمره لم يكن يتعدى السابعة والعشرين.. سطع اسمه بين الاسماء الكبيرة فى عالم الفكر والثقافة.
من مواليد الاسكندرية، إلا ان جذوره العائلية من اسيوط، تخرج في كلية الحقوق عام 1946، عمل موظفا لعدة سنوات، ثم عمل بمجلة الفصول كأول عمل صحفى مع الصحفى محمد زكى عبد القادر الذى ترك له رئاسة التحرير. 
انتقل للعمل فى مؤسسة "روز اليوسف"، وساهم فى تأسيس مجلة "صباح الخير" وكان أول رئيس تحرير لها وعمره 28 عاما.
ترأس تحرير جريدة "الشعب"، ثم رئيسا لتحرير جريدة "أخبار اليوم"، وانتقل إلى دار الهلال كرئيس لمجلس إدارتها ورئيس تحرير "المصور"، وترأس تحرير مجلة "العربي" الكويتية ثم مجلة "الشموع".
وكانت المحطة الاخيرة رئيسا لتحرير جريدة الاهرام، واصدر 37 كتابا من اشهرها: أيام لها تاريخ، حواراتى مع السادات، اسرائيليات، المثقفون والسلطة فى عالمنا العربى.. وهى من تقديم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.
هو اول من هاجم سياسة الانفتاح الاقتصادى فى عهد السادات، فكتب مقالا بعنوان (سياسة السداح مداح)، وذلك اثناء رئاسته لتحرير الاهرام. 
كانت يوميات احمد بهاء الدين فى الاهرام رصدا دقيقا للاحوال الاجتماعية والسياسية والثقافية التى تشهدها مصر. 

 

أحمد بهاء الدين يناقش قضية التحرش فى السبعينيات


قال عنه الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل عندما قامت حرب الخليج، وكان بهاء الدين قد اصيب بغيبوبة طويلة انتهت برحيله: "أعترف أننى طوال ازمة وحرب الخليج لم أفتقد رأيا كما افتقدت رأى احمد بهاء الدين، وفى وسط الطوفان العارم الذى ساح فيه الحبر على الورق أكثر مما ساح من الدم فى ميادين القتال، فإن كلمة احمد بهاء الدين كانت هى الشعاع الوحيد الغائب فى وهج النار والحريق، كان الكل حاضرين، وكان وحده البعيد مع انه كان الاقرب الى الحقيقة والاكثر قدرة على النفاذ الى جوهرها وصميمها".
واضاف هيكل: "لم يكن ابتعاده الاضطرارى مجرد خسارة للعقل المتوازن فى ازمة جامحة، لكن الخسارة كانت أكبر لأن معرفته ببؤرة الصراع كانت اعمق وأدق ـــ بحكم عمله بصحافة الكويت سنوات طويلة". 


الجريدة الرسمية