أحمد كامل يكتب: وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
تعلمت أن الظلم ظلمات يوم القيامة، لكنني رأيت أن "آخرة خدمة الغُز علقة"، فشتان بين ما نتعلم، وما نعيشه في حياتنا، فمن البديهيات أن يُقابل الجميل بالفضل، وأن يقابل إتقان العمل بالشُّكر.. لكن في محليات المنوفية الوضع مختلف.
هنا الديوان، هنا
مقر الحاكم بأمره، الآمر دون رد، الناهي دون اعتراض، هنا مطبخ القرارات، التي تصدر
الصورة النهائية لها دون ذكر المكونات.
رأيت كثيرًا على
البوابة الإلكترونية لمحافظة المنوفية بحكم متابعتي للأخبار تلك الجملة "حركة
محليات جديدة للارتقاء بمستوى الخدمات" أي أن الحركة مسببة، لكن ما رأيت يومًا
خبر استبعاد مسئول مرفق بأسباب الاستبعاد إلا فيما ندر.
استبشرنا خيرًا
بقدوم اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظًا للمنوفية، ومع كل يوم يمر على تقلده للمنصب
يزداد استبشارنا، فحركة العمل تدور بسرعة كبيرة، وحجم الإنجازات في تزايد مستمر، وله
الفضل بعد الله في فتح العديد من الملفات وإنجاز العديد من المشاريع أهمها الخاص بمخلفات
القمامة التي كانت على وشك التناثر في كل بقاع المحافظة، ومنظومة الطرق.
أضف إلى ذلك استطاعته
مضاعفة ميزانية المحافظة بمجهود شخصي لا يُقلل منه محاولة بعض النواب الظهور في الصورة،
والسطو على الإنجاز لكن الله يعلم، وكذلك المواطن المنوفي.
لكن رغم كل ذلك
هناك شوائب في الصورة يجب إزالتها، تلك الشوائب متعلقة ببعض القرارات التي تصدر دون
اطلاع على كل الجوانب.
من المؤكد أنك
مسئول، لكن المسئولية تقتضي مع الحزم وجود شيء من الرحمة، بل تقتضي تقديم الرحمة والفضل
على الحزم والعقاب، فالله سبحانه وتعالى حينما تحدث عن ذلك قدم الغفران وقبول التوبة
على العقاب، فقال جل في علاه "غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول"،
وقال في آية أخرى "نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم"
فدائمًا رحمته سابقة لعذابه، وما ذكر الله لنا ذلك إلا للعبرة والعظة والاقتداء.
معالي اللواء إبراهيم
أبو ليمون، من الممكن إرضاء غالبية المواطنين، لكن شكوى واحدة لله من مظلوم في جوف الليل
كفيلة بالقضاء على كل ما أنجزت، واعلم أن جرة قلم قد تنول بها الرضا، وأخرى تلاحقك
بها اللعنات، فاحذر.
أربعة أو خمسة
من مسئولي المحليات.. أعرف أسماءهم فقط، لكني أناشدك أن تعيد قراءة ملفاتهم مرة أخرى،
وإعادة شريط وقائع الإطاحة بهم، حتى لا تكون قد ظلمت أحدهم.. ما نعلمه نحن قد يختلف
عما عندك، فما لدينا الظاهر، وما لديكم نتاج عدة تقارير من جهات مختلفة، لا نعلم عنها
شيئًا، لكن كل ما نرجوه ألا يشوب بياض السيرة نقاط ظلم سوداء، ولا ينفع لأيهم مراضاته
في الغرف المغلقة، بعد إهانته في السماوات المفتوحة، فلا يَضُرُّ الشاةَ سَلخُها بَعدَ
ذَبحِها.