«فيتو» تفتح ملف مافيا النصب على الغلابة في المنيا باسم السفر للخارج
بين غمضة عين وانتباهتها يجد شباب محافظة المنيا أنفسهم ضحايا لعمليات النصب بإسم السفر إلى الخارج، فحين تضيق عليهم الحال، لم يجدوا أمامهم سوى السفر خارج البلاد وفي ظل وجود شركات الوهم والنصب وأشخاص امتهنوا عمليات النصب يقع شباب عروس الصعيد في فخاخهم دون أي رحمة.
«فيتو».. ترصد لكم في السطور التالية تفاصيل عمليات النصب على أبناء محافظة المنيا من شركات باعت الوهم بإسم السفر للخارج.
" تبدأ قصتي من خلال إعلان على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك " لإحدى الشركات الكائنة بشارع الهرم بمحافظة الجيزة تطلب شبابا لا يقل عمرهم عن 25 ولا يزيد عن 32 عاما ، للعمل في مجال المعمار داخل 4 دول "ليبيا - الكويت - الإمارات - اليمن" ، كل دولة على حدة براتب شهري يبدأ من 12 ألف جنيه مصري حتى 18 ألف جنيه مصري "كان الإعلان مغريا" ، هذا ما بدأ به «محمد رشدي»، ابن مدينة المنيا.
واستكمل روايته قائلا : لم أتردد فى الإتصال بهم ، وأكدوا لي ما تم ذكره فى الإعلان ، أخذت موافقة والدي للسفر إلى القاهرة وبالفعل فى تمام الساعة الحادي عشر صباحًا كنت متواجد فى منطقة الهرم بالجيزة وأمام شقة سكنية بحسب العنوان المدون فى الإعلان وجدت باب خشبي يعلوه لافتة مدون عليها شركة "م - ت " وبمجرد دخولي وجدت 3 شباب ، تقابل مع "أ - س " ، وهو أحد العاملين هناك والذي أكد أن التقديم مجانا وأنه يتم تقديم الأوراق والانتظار مدة لا تقل عن "شهر ولا تزيد عن 45 يوم " ، حتى يصل للشركة الرد من الدولة المراد أن تتجه إليها بالقبول أو الرفض.
وفى هذا الوقت كان الاتفاق على السفر لدولة الكويت كـ "مشرف عمال تشطيب " وكان الراتب المتفق عليه 200 دينار كويتي بما يعادل 10.000 جنيه مصري بعد مرور 20 يوما استقبلت اتصالا من المكتب يؤكد لي ضرورة التواجد صباح غدا للمكتب بعد حصولهم على موافقة من شركة المعمار بالكويت للعمل بها.
أضاف «رشدي» قائلا : توجهت إلى المكتب لاستكمال الأوراق المطلوبة وكان فى ذلك الوقت متواجد أكثر من 20 شابا آخرين وكان من بين الإجراءات إجراء تحاليل طبية في مستشفى تابعة لهم بسعر 730 جنيها وعربون 5000 جنيه و 1000 جنيه لاستكمال أوراق في الخارجية كان المبلغ 6800 تقريبًا ، وهذا أيضا كان حال جميع الشباب المتواجدين معي، وأكدوا لي أننا سنقوم بالاتصال بك فى مدة لا تزيد عن 15 يوم وبعد مرور 20 يوما لم أستقبل أي اتصال من قبل الشركة ، قررت السفر إلى القاهرة ، تفاجأت بإغلاق الشركة أو الوحدة السكنية التي كانت أشبه بشركة وعندما حاولت السؤال عن العاملين هناك كان الرد بأنها ليست بشركة وأن الشقة كانت مؤجرة لمدة 3 أشهر فقط، فنصحني المتواجدون هناك، بتحرير محضر ضدهم بالنصب في الوقت الذي لا أمتلك أي دليل ضدهم أو أي ورقة خاصة رسمية أو غير رسمية خاصة بهم، فأبلغت والدي فرفض تحرير المحضر وقررت العودة إلى المنيا ، ولكن لا يزال حلم السفر يراودني بين الحين والآخر .
«النصب على 6 شباب»
وعلى جانب أخر ، يروي "ع- ه" ، رفضاً ذكر أسمه ، أحد ضحايا عمليات النصب فى المنيا ، والذي وقع فى فخ نصب " ي - س " ، ذاك الرجل الأربعيني الحاصل على دبلوم صناعة ، أحد أهالى قريتي ، بعد أن أوهم العديد من شباب
القرية بالسفر لدول أوربية ودول خليجية خاصة الإمارات ، لتحسين مستوى معيشتنا ، و أوهمنا بقدرته على إنهاء سفرنا بشكل قانوني إلا أن الله أمر بكشف عمليات النصب بعدما قام بتجميع أكثر من 200 ألف جنية من 6 شاب كنت أنا من ضمنهم ، وتفاجئنا بضباط الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بالمنيا ، بإلقاء القبض عليه ، بعد أن وصلت إليهم معلومات والتي لم نكن نعرفها من قبل بأن "ي " سابق اتهامه فى 3 قضايا " تزوير - تبديد " .
وعثر بحوزته على أختام شعار الدولة المقلد، حكم بصحة توقيع يفيد بصحة ونفاذ عقد البيع كائن به ختم شعار الدولة المقلد، كشوف حساب بأسماء أشخاص مختلفة منسوبة إلى بنوك مختلفة مزورة بالكامل.
قال «محمد عبد الرؤوف» ، مدير عام إحدى الشركات لإلحاق العمال المصرية للخارج ، كثير من أهالينا فى الوجه القبلي تحديدًا يتعرضون لعمليات نصب عديدة باسم العمل فى الخارج ، إما أن يتعرضون لها قبل السفر أو يتم النصب عليهم ماديًا قبل السفر أو بعد ما يتم تسفيره إلى أي دولة أجنبية كانت أو عربية.
ولفت «عبد الرؤوف» فهناك العديد من شبابنا متواجدين فى دول عربية مثل الإمارات والكويت، تم النصب عليهم بعد أن قاموا بالسفر ، فمنهم من تفاجئ بأن الوظيفة التي تم الاتفاق عليها فى مصر مختلفة تماما عن ما قام بتسليمها في الدولة الكائن بها فمنهم من تعاقد على العمل فى إحدى الشركات كـ سائقين وتفاجئوا عند وصولهم للدولة يتم تسليمهم عمل "مزارع " فى إحدى المزارع المتواجدة هناك ، أو سائق أو خادم ، في خيره صاحب العمل هناك هتقبل العمل على هذا النحو أو تعود إلى مصر ، فلم يكن لهم أي خيار إلا أن يقبلوا أعمال منزلية أو فلاحة عكس ما تم الاتفاق عليه في مصر.
«علي العلايلي» أحد أهالى مدينة ملوي، مأساته بعد تعرضه لعملية نصب خلال تواجده في دولة الإمارات من قبل شركة وهمية فى مصر قائلا : كانت الأمور فى غاية المرونة فور أن استقبلت اتصال من شركة "ع - ه" الكائنة بمحافظة القاهرة ، بعدما تقدمت لها عن طريق إحدى مواقع التواصل الاجتماعي" توتير" ، واستكملت جميع أوراقي ، وقمت بدفع 22 ألف جنية قيمة الفيزا ، قلت "ربنا هيعوض الفلوس دى لما أشتغل" ، على حد تعبيره ، فقد قام ببيع مصوغات والدته وتشاجر مع والدة الرافض فكرة السفر للخارج ، حتى يتمكن من عمل في اى دوله عربية ، قد الله أن يسافر إلى دوله الإمارات كـ "أمين مخزن لشركة تغذية"، ودعت أصدقائي وأهلي فى ملوى ، وأستقليت طائرة متجه لـ دوله الإمارات من مطار القاهرة ، ووصلت أرض الخليج وتقابلت مع الكفيل ، قام بتوصيلي إلى أحد العمائر الكائن بها العديد من العمالة المصرية ، وقبل رحيله قال "بكرة الكل يكون جاهز علشان السيارة هتاخدكم صباح باكر للعمل" ، بالفعل فى تمام السابعة وصلت السيارة ، وقاموا مناداة الأسماء ما عاد أسمى واسم 3 آخرين ، لنفاجئ بإصطحابنا بسيارة أخري لإحدى الجراجات الكبرى فى الإمارات كـ" منظفين سيارات " ، تعالت أصوات وقلت لهم أن العقد المبرم بيني وبين الشركة أعمل كـ "أمين مخزن لشركة تغذية" وكان الرد " هرجعك بلدك فى الحين إن لم تقبل بهذا العمل" ، أي شخص فهذا الوقت كان هيقبل وخاصة بعدما قمت ببيع مصوغات والدتي ، شهر تلو الآخر ، ولم أتحمل مشقة العمل ، حاولت أنا أبحث عن عمل أخر فلم أجد ، فقمت بالاتصال بوالدي لإرسال لي ثمن سعر تذكرة العودة من الإمارات للقاهرة ، وعودت إلى ملوى وكانت الشركة قد قامت بنقل مكانها إلى مكان غير معروف في القاهرة.