بالأرقام.. مكاسب المستشفيات الخاصة من «كورونا.. 1500 جنيه لـ«التشخيص».. ليلة الرعاية المركزة بـ 12500 جنيه
خدمات فندقية «فايف ستار» أعلنت عنها المستشفيات الخاصة في مصر تزامنًا مع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، مستغلة حالة الذعر التي انتابت الغالبية، ورغبة البعض في الحصول على العلاج - حال إصابته - في مكان بعيد عن المستشفيات والمنشآت الطبية الحكومية.
عروض التحاليل
ليس هذا فحسب، لكن المستشفيات الخاصة تسابقت فيما بينها لتقديم «عروض التحاليل والعلاج» بما يلبي شريحة معينة من الشعب تمتلك المقدرة المالية على تسديد الفواتير الباهظة التي ستطلب من صاحبها قبل مغادرته المستشفى.
وفي خضم أزمة «كورونا» بدأت المستشفيات الترويج لخدمات الكشف والتشخيص ثم الحجز في سرير داخلي، وبلغت فاتورة الحجز لمريض كورونا في سرير عادي لمدة ١٤ يومًا - مدة العزل الصحي للمصاب بكورونا- ما يقرب من ١٥٠ ألف جنيه إقامة فقط دون تكاليف أدوية ومستلزمات طبية وإشراف طبي من الطبيب، ويمكن أن تصل لأكثر من ٢٠٠ ألف جنيه، مع الأخذ في الاعتبار أن عددًا كبيرًا من المرضى يحتاج إلى البقاء في عزل صحي يزيد على ١٤ يومًا ويصل في بعض الحالات إلى شهر لحين الشفاء وهي متوسط إقامة مريض الكورونا داخل مستشفى عزل صحي.
تكاليف كورونا
«فيتو» تواصلت مع عدد من المستشفيات الخاصة للكشف عن تكاليف العلاج لمرضى كورونا، وفي مستشفى «س.د» بعد أن ظل لشهرين يستقبل حالات فيروس كورونا المؤكدة داخل غرف للعزل، فإنه حاليًا يستقبل حالات الاشتباه فقط ويتم فصل جميع المرضى عند الدخول ويدخل المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس الكورونا لقسم الطوارئ التنفسية، ولا يستقبل الحالات المؤكدة.
في حين أنه يوفر باقات عزل منزلى تصل لـ ٣٠ ألف جنيه لمتابعة المصاب، ويبلغ سعر الإقامة في غرفة داخلية لحالات الاشتباه ٦ آلاف جنيه يوميًا بإضافة ٢٠٠٠ جنيه خدمة طبية و٧٥٠ جنيهًا مستلزمات طبية و١٥٠٠ جنيه كشف استشاري بوحدة للعزل أي ١٠٢٥٠ في اليوم الواحد.
فيما بلغت تكلفة مسحة pcr ٣٥٠٠ جنيه، وفي حالة حاجة المريض إلى سرير رعاية مركزة تبلغ تكلفة الإقامة ٧٥٠٠ و٢٥٠٠ المتابعة الطبية و١٠٠٠ جنيه مستلزمات طبية يستخدمها المريض و١٥٠٠ متابعة الطبيب أي الإجمالي ١٢٥٠٠ في اليوم الواحد بخلاف الأدوية وأي فحص طبي أو تحليل يحتاج إليه المريض.
أما مستشفى «د.ف» فحدد تكلفة الكشف فقط في عيادة الأمراض المعدية 1500 جنيه شامل الكشف واستشارتين عن طريق التليفون، والمبلغ يدفع نقديًا غير قابل للتعاقدات بجانب الحجز الداخلي في المستشفي متوسط اليوم ١٥ ألف جنيه بخلاف لو أن المريض احتاج إلى سرير رعاية مركزة تصل الليلة إلى ٢٠ ألف جنيه تشمل الإشراف الطبي من طبيب ورعاية تمريض وأدوية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن عددًا من المستشفيات مؤخرًا اتجه إلى حزمة برامج العزل المنزلي في الحالات البسيطة ومتوسطة الإصابة منهم مستشفى « س. أ» الذي وضع برنامج لخدمة الأفراد في العزل المنزلي لتقديم المساعدة الطبية وتنفيذ إجراءات العزل حفاظًا على سلامة باقي الأسرة.
ويضم البرنامج استشارة طبية لعيادة الأمراض الصدرية، التغذية العلاجية، والدعم النفسي، بالإضافة للمتابعة مع منسق العزل المنزلي، وتتراوح التكلفة من ٢٥ إلى ٣٠ ألف جنيه، كما يضم العزل المنزلي إجراء الفحوصات والتحاليل داخل المنزل وتهيئة مكان العزل وتوفير الأدوية، وفي مستشفى «م.د» يصل سعر برنامج العزل المنزلي ٢٥ ألف جنيه لمدة أسبوعين فقط يشمل زيارة مرتين في الأسبوع من الطبيب المعالج فقط.
خدمات علاجية
الغريب في الأمر أيضًا أن المستشفيات لم تعتمد في تحقيق مكاسب على علاج المرضى بل روجت لخدمات علاجية في مرحلة ما بعد التعافي نظرًا لأن بعض الحالات تعاني من ضيق التنفس والإجهاد العام بحسب الأطباء، ويوفر مستشفى «س.ا » برنامج التأهيل لتحسين وظائف الجهاز التنفسي بتكلفة تصل إلى٢٠ ألف جنيه.
ارتفاع أسعار الخدمة العلاجية في المستشفيات الخاصة، بحسب مصدر طبي يعمل بأحد المستشفيات الخاصة، يرجع إلى عدة أسباب في مقدمتها تعرض الفريق الطبي لخطورة العدوي، فضلًا عن قلة عدد الأطباء والتمريض للذين يعملون في العزل الصحي ودفع رواتب خيالية لهم نظير عملهم، بجانب تخصيص أدوار كاملة للعزل الصح، وإيقاف أي خدمات طبية أخرى مما يؤثر على الطاقة الاستيعابية للمستشفى ونقص موارده من الخدمات الطبية الأخرى.
تسعيرة
تجدر الإشارة هنا إلى أن وزارة الصحة والسكان لم تكن غائبة عن مشهد «المستشفيات الخاصة وكورونا» حيث وضعت الوزارة دليل أسعار للمستشفيات الخاصة، وشددت على الالتزام به حيث تضمن تكلفة اليوم الواحد للمريض في الحجز بالعزل بالقسم الداخلي من 1500 إلى 3000 جنيه، بينما تكلفة اليوم بسرير العزل بالرعاية المركزة، مع استخدام جهاز تنفس صناعي ما بين 7500 جنيه وحتى 10000 جنيه، وبدون استخدام جهاز تنفس صناعي ما بين 5000 إلى 7000 جنيه شاملة جميع الخدمات سواء تحاليل أو فحوصات وغيرها مما يقدم للمريض.
إلا أن المستشفيات الخاصة تحايلت على تلك الأسعار والتفت عليها من خلال إضافة ما أطلقت عليه أتعاب الفرق الطبية والإشراف والمتابعة والأدوية والمستلزمات المستخدمة لرفع قيمة الفاتورة.
وفي هذا السياق قال محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء: وزارة الصحة وافقت على استقبال المستشفيات الخاصة لعلاج حالات كورونا وهو وباء عالمي دون وضع أدلة استرشادية بالأسعار، وتركت المستشفيات تستغل الأزمة وحاجة المرضي، وهو ما ترتب عليه وجود اختلاف وتفاوت كبير في الأسعار.
مستشفيات 5 نجوم
فالمستشفيات ذات الخمس نجوم في الفندقة زادت فواتير حجز المرضى بها يوميًا إلى ٢٠٠ ألف جنيه ومستشفيات أخرى في مناطق شعبية بلغت ١٥ ألف جنيه، وبعد تقديم العديد من الشكاوى وضعت وزارة الصحة قائمة أسعار للمستشفيات.
إلا أنها لم تطبق فعليًا وتركت وزارة الصحة المريض فريسة للمستشفيات الخاصة، ودعت تلك المستشفيات أنها تقف في صف المريض ولم تستغله وتدعم المرضى، رغم أنها لم تطبق أسعار وزارة الصحة ولم يتم شن حملات تفتيش على تلك المنشآت الخاصة لتقديم العزل لمصابي كورونا من قبل إدارة العلاج الحر المنوط بها التفتيش والرقابة على المنشآت الخاصة.
وأضاف: غالبية المستشفيات الخاصة ممن تقدم خدمات فندقية ٥ نجوم و٤ نجوم لم تقدم علاجًا شافيًا للمريض، لأن كورونا مرض ليس له علاج، ولم تقدم سوى حجز في مكان عزل ورعاية تمريض واستخدام جهاز تنفس صناعي لكي تكون فاتورة المريض بها تصل إلى أكثر من ٥٠٠ ألف جنيه كمتوسط وأكثر في الحالات المتأخرة لمريض محجوز في الرعاية المركزة لفترة طويلة.
نقلًا عن العدد الورقي...
