معديات الموت كارثة تنتظر الوقوع في قرى الجزر النيلية بقنا.. وكوبري باسم فكري حل أزمة قوص ونقادة
سطحت على الأضواء منذ 6 سنوات كوارث المعديات التي راح على متنها العديد من ما بين قتلى ومصابين وكان من بينهم عدد كبير من الأطفال الصغار الذين يتخذون تلك المعديات والصنانير وسيلة مواصلات تعبر بهم من بر منازلهم إلى بر مدارسهم.
بر النجاة
يخرج المئات في قرى مراكز قوص ونقادة والوقف وأبوتشت وهناك قرى بالكامل تعيش في جزر منعزلة على النيل وتتخذ من المعديات والصنانير والمراكب الشرعية وسيلة للعبور إلى مصالحهم ومدارسهم.
يقول محمد رجب، أحد أهالي قرية الطينية: إن الكارثة الأكبر بالنسبة لنا عندما نعبر لدفن الموتى إلى البر الثاني ونحمل النعوش فوق تلك المعديات الخربة التي قد تسقط بنا والنعش في النيل وتتحول المصيبة إلى فجيعة.
وأشار صابر محمود على ضوي، أحد أهالي مركز قوص، أننا عشنا كارثة لا تنسى منذ أكثر من 7 سنوات عندما غرقت معدية بعدد من تلاميذ رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية ووقتها كانت كارثة بكل المقاييس، وخرج الأهالي للبحث عن جثث الأطفال وأتذكر وقتها أن الجميع جلس على الجسر بما فينا محافظ قنا السابق اللواء عبد الحميد الهجان حتى خرجت جثتي آخر طفلين.
ومنذ هذا الوقت تم بحث عمل كوبري بتلك المنطقة وتحول الأمر إلى محور كامل للعبور بين مركزي قوص ونقادة وهو أكبر محور على مستوى الصعيد، وسيتم افتتاحه خلال الأيام المقبلة وهو محور الشهيد باسم فكري.
كارثة تنتظر الوقوع
وفي قرى مركز نقادة لا يختلف الأمر كثيرًا في تلك القرى التي يتخذ أطفالها الصنانير الصغيرة وسيلة موصلات لهم ويعبرون بعدها حاجزا رخاميا من الأحجار الكبيرة إلى بيوتهم فضلًا عن حدائق الموز التي يعبرون فيها للوصول إلى بيوتهم.
قال محمود أحمد منسي، أحد أهالي نقادة: إن هذا الأمر تحدثنا عنه كثيرًا منذ سنوات ولم يتغير في الأمر شيء خاصة أن هناك قرى معزولة في النيل تعيش على جزر عالية بعيدًا عن التجمعات السكنية ولا يوجد فيها أي خدمات صحية أو تعليمية، وهو الأمر الذي يتسبب في كوارث في كثير من الأحيان.
ونوه محيي على أحمد، أحد أهالي نقادة، أن المعديات كارثة كبرى وخاصة في القرى فأغلبها غير صالح للاستخدام الآدمي، والكثير منهم يحمل فوق العدد المطلوب وخاصة المعديات التي تقل ركاب وسيارات ودواب، وهو ما يعد أزمة كبري، وللأسف أغلب تلك المعديات في موسم القصب تقوم بالتحميل للمحصول حتى المصنع.
جزر العزل
وفي قرى الوقف لا يختلف الأمر كثيرًا فهناك قرى معزولة في النيل والمراكب الشراعية والمعديات وسيلة المواصلات الوحيدة للعبور إلى جسر الحياة.
قال صالح محمود على، أحد أبناء الوقف: إن هذه الوسيلة موجودة منذ سنوات، والوضع لم يتغير ورغم ما نتعرض له من مخاطر عند النقل والمناشدة والمناداة الدائمة لتغير الحال إلا أنه لا تغير وعند كل كارثة نتحدث وبعد ذلك لا شيء.
وأكدت سندوس محمد، طالبة، أن هذه الوسيلة هي حياتنا، ونمضي يوميًا ما يقرب من مرتين إلى 3 منها لشراء أو ذهاب إلى المدرسة أو مشوار خاص والأكثر رعبًا عندما يكون معنا طفل صغير يظل يصرخ ويبكي حتى نعبر وهناك أطفال لا يتحملون وحتى بعض الكبار فوالدتي تخاف جدًا وتصاب بدوار عندما نقترب من المياه.
محور الحياة
وشهدت السنوات الأخيرة عدة حوادث وكانت الأكثر مأساة هي عبارة أطفال المسيد التي راح ضحيتها عدد كبير ما بين قتلى ومصابين فضلًا عن الحالة النفسية التي عاش فيها من عاشوا على قيد الحياة.
وكان الحل الوحيد وقتها هو عمل طريق أو جسر للعبور على النيل دون أي مخاطر ووقتها اقترح عمل كوبري يربط بين قوص ونقادة وتطورت الدراسة لعمل محور بلغت تكلفته أكثر من ملياري و500مليون جنيه ومن المقرر الانتهاء منه خلال الاشهر القليلة المقبلة.
من جانبه أكد اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، أن المحور أن التكلفة الإجمالية للمحور تصل إلى نحو مليار و500 مليون جنيه ويمتد بطول 19 كم وعرض 21 مترا بعدد 2 حارة مرورية بعرض 7.2 متر ورصيف للمشاة بعرض 2.5 م لكل اتجاه ويشتمل على 30 عملًا صنـاعيًا بواقع 14 كوبرى و16 نفقا والتي ستساهم في حل مشكلة التقـاطعـات مع الطرق الفرعية والـتـرع والمصارف، مؤكدًا أن المحور سوف يحقق نقلة تنموية ضخمة للمحافظة حيث يربط بين كافة الطرق الصحراوية والزراعية المارة بالمحافظة.
كما يتميز بقربه من مطار الأقصر الدولي وموانئ التصدير بالبحر الأحمر مما يخلق حلقة تبادل تجاري واسعة النطاق وسرعة في النقل، كما أنه يخدم مشروعات التنمية والاستثمار كمشروع المثلث الذهبى ومنطقة الصناعات الحرفية بنقادة والمنطقة الصناعية والمنطقة الاستثمارية الحرة بمدينة قفط والتجمع العمراني بمدينة غرب قنا وتوفير فرص عمل للشباب من أبناء المحافظة.
نقلًا عن العدد الورقي...