"سعد زغلول" محامى وقف فى وجه الإنجليز وقاد ثورة 19 (بروفايل)
فى ذكرى رحيل مؤسس بيت الأمة حزب الوفد سعد زغلول، والذى توفى فى 23 أغسطس عام 1927 تظل محطات الزعيم فى أذهان المصريين لما قدمه من أعمال ومقاومة المحتل الانجليزى فى مصر وما لاقاه من مصير النفى والاستبعاد عن مصر من قبل المحتل البريطانى حتى العودة مرة أخرى.
تروى "فيتو" فى السطور التالية أبرز محطات سعد زغلول.
ولد سعد زغلول في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا مطوبس حاليا مديرية الغربية سابقا محافظة كفر الشيخ، وتضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي فمنهم من أشار إلى أنه ولد في يوليو 1857م وآخرون قالوا يوليو 1858م بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م وكان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول من أسرة ريفية مصرية.
تلقى سعد زغلول تعليمه في كتاب القرية ثم التحق بالأزهر عام 1873م وتعلم على يد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني ثم عمل معه في الوقائع المصرية وانتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي ثم عمل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـجمعية الانتقام.
وبعد ثلاثة أشهر من القبض عليه خرج سعد من السجن ليعود إلى المحاماة مرة اخرى دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا رئيس وزراء مصر.
انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه تحرير المرأة وفي عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
أدى غياب سعد زغلول ونفيه إلى الاضطرابات في مصر مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919 وبعد عودته من المنفى ايضا قام سعد زغلول بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمانية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية.
كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر وافق سعد زغلول على الشروط البريطانية ورفض نقطة منها فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان فتقدم سعد زغلول باستقالته وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدي لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.
تم قبول استقالته في 24 نوفمبر سنة 1924م وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927م وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتى وفاته فى 23 أغسطس عام1927م.