رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى السنوية.. كيف تأثر العالم بحرائق الأمازون ومدى تأثيرها على الدول العربية

حرائق غابات الامازون
حرائق غابات الامازون
حظيت حرائق غابات الأمازون باهتمام وتفاعل واسع في العام الماضي، فتنتشر غابات الامازون على مستوى 8 دول وهي البرازيل وبوليفيا وبيرو وإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وغويانا الفرنسية، وكانت المناطق الأكثر تأثرا بالحرائق هي ولايات رورايما وروندونيا والأمازون في شمالي البلاد.


وإن كنت تظن أن تلك الولايات هي فقط من تأثرت سلبيا بتلك الحرائق فأنت مخطىء تماما، فقد غطت سحب من دخان الحرائق سماء منطقة الأمازون وما وراءها، وسافر ذلك الدخان وصولا إلى ساحل الأطلسي، حتى أنه تسبب في ظلام السماء في ساو باولو على مسافة تتجاوز 3.200 كيلو متر.

انبعثت كذلك عن تلك الحرائق كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، بلغت 228 ميجا طن ومن بين الانبعاثات أيضا غاز أول أكسيد الكربون، الناتج عن احتراق الأخشاب في ندرة من الأكسجين ووصول هذا الغاز ذي المستويات المرتفعة من السُميّة إلى ما وراء الخطوط الساحلية لأمريكا الجنوبية.

وقد تصدرت أخبار حرائق غابات الأمازون الاهتمام العالمي بسبب أهميتها في الحفاظ على المناخ، لأنها تعتبر مخزنا لغاز ثاني أكسيد الكربون في العالم، واحتراقها سيطلق هذا الغاز إلى الغلاف الجوي، ما يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

تشكل أشجار الأمازون 20% من غابات العالم، وهي الأغنى من ناحية التنوع البيولوجي، وتعتبر رئة العالم بحسب التوصيفات العلمية، ومن هنا جاءت خطورة احتراقها في السنوات الأخيرة، فتغير مناخ العالم وكل ما يساهم في زيادة الانبعاثات، يؤثر على المنطقة العربية التي تخلو من الغابات الأساسية في ظل استهلاكها الوقود الأحفوري.

ومنذ ذلك الحين أصبحت التأثيرات الاقتصادية والبيئية لحرائق الغابات تستحوذ على اهتمام دولي كبير، لما تشكله من تهديدات للتنمية المستدامة، والأنظمة الإيكولوجية، وما تسببه الحرائق أيضا من تخفيض قدرة الغابات على تنحية غاز الكربون، فمسألة حماية وإدارة الغابات لم تعد شأنا محليا بالنسبة إلى الحكومات الوطنية، بل أصبحت محور الاهتمامات الدولية ومحل مناقشات واتفاقات ثنائية متعددة.
الجريدة الرسمية