إلى أي حد تصل الفكاهة والابتسام بين الناس في رأي الدين؟
تحفل السنة النبوية المشرفة وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم بمواقف كثيرة من الضحك وكان عليه السلام إذا سره شيء تبسم، بل إن الأمر تعدى ذلك إلى أن تظهر أسنانه الشريفة، كان يمزح ولا يقول إلا حقا وكان بساما وكان يشارك أصحابه في مرحهم ولعبهم حتى وصفه الناس أنه من أفكه الناس وكان في بيته يمازح بناته وزوجاته ويستمع إلى أقاصيصهن ، فإلى أي حد المزاح والضحك مباح؟
يجيب الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية جامعة الأزهر فيقول: من شمائل رسول الله عليه السلام أنه كان يبتسم لكن لم تظهر منه قهقهة، وهناك مثالا لذلك فأحد الصحابة كان مشهورا بالضحك والفكاهة وتدبير المقالب، وفي يوم اشتاق الصحابة رضي الله عنهم للحم الطازج، وحدث أن جاء أعرابي اسمه نعيمان وربط ناقته بجدران المسجد فجاء وقال اذبحوا هذه الناقة ورسول الله يدفع ثمنها،
ولما خرج الأعرابي من المسجد لم يجد ناقته فذهب يشتكي إلى رسول الله وأشار الصحابة إلى مكان اختفائه فلما قبض عليه قال له من قال لك أن تذبح ناقة لا تملكها؟ قال الذين دلوك على مكاني.
مفتي الجمهورية: العنف الأسري محرم ومجرم في الإسلام | فيديو
ويدل على مرحه صلى الله عليه وسلم تلقيبه لأبي هريرة عندما وجده يضع قطة في كمه فصارت لقبا له، وأيضا عندما مازح سيدة قائلا لها: يا زوجة الرجل الذي في عينيه بياض، فلما ذهبت المرأة نظرت إلى عيني زوجها فلم تجد بياضا، فقال لها زوجها لم تنظرين إليّ هكذا ، فأشارت إليه أن رسول الله قال لها يا زوجة الرجل الذي في عينيه بياض، فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم يمازحك.
ومن المواقف التي حدثت في حياة النبي أنه دخلت عليه عجوز وقالت له ادع الله تعالى أن أكون معكم في الجنة، فقال لها الرسول الكريم: إن الجنة لا يدخلها عجوز.
لكن الرسول الكريم هدّأ من روعها وقال عليه السلام لها: إن الله لا يدخل الجنة الناس عواجيز ولكن يرجعهم إلى صباهم وشبابهم. ففرحت المرأة.