وكالة بلومبيرج تفضح مبالغات تركيا بشأن اكتشاف الغاز في البحر الأسود
سكبت وكالة بلومبيرج الاقتصادية الأمريكية ماء باردا على شعلة الترويج الإعلامي التركي المتعلقة باكتشافات للغاز في البحر الأسود والتي من المنتظر، بحسب الإعلام الرسمي، أن تفتح أمام الأتراك باب الأمل للخروج من الأزمة الاقتصادية.
وعرضت الوكالة، في تقرير، مجموعة بيانات
تضع الموضوع في حجمه الطبيعي الذي يؤكد أن جهود التنقيب في البحر الأسود الذي تتشاطأ
فيه عدة دول أثبتت طوال العقد الماضي أنها متواضعة وربما غير تجارية، وأن هذا الاعتبار
يرجح الآن في ضوء تدني أسعار الغاز وتردد الشركات العالمية ذات الاختصاص في الاستثمار
به، خاصة مع نظام تركي قالت بلومبيرج إنه يتسم بعدم الشفافية في السياسات المالية والنقدية،
وهو ما يفرض على المستثمرين الحذر في التعامل معه.
وأشار تقرير بلومبيرج إلى أن هوامش هذا
الاستكشاف”سلبية بالنظر إلى أسعار الغاز المنخفضة“.
وقالت جولميرا رزاييفا، زميلة البحث في
معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، إن هذا الموضوع لا يعني ميزة استراتيجية لتركيا، فلدى
الدولة عقود استيراد طويلة الأجل على وشك الانتهاء، ويمكن لمثل هذا الاكتشاف تعزيز
موقعها في المفاوضات“.
وأشار التقرير، بحسب ما قاله المسؤولون،
أن ”تركيا تدخل في المراحل الأولية لإجراء تقييم لاكتشاف الغاز الطبيعي وحجم المخزون
ومدى سهولة استغلاله، حيث من المحتمل أن يستغرق الإنتاج سنوات، ويكلف مليارات الدولارات“.
وأشار التقرير إلى أن تركيا اشترت ثلاث
سفن حفر في السنوات الأخيرة لأنها وسعت بشكل كبير استكشاف الطاقة في البحر الأسود وتنازعها
على مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي حريصة على توفير احتياطيات محلية من الطاقة
لتخفيف اعتمادها الكبير على الواردات من إيران والعراق وروسيا.
ووصف وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق
أخبار أردوغان الموعودة بأنها تمثل ”تحولا في المحور“ بالنسبة لتركيا.
وكان وزير الطاقة فاتح دونمز، قال الشهر
الماضي، إن سفينة الحفر فاتح المملوكة لشركة النفط التركية الحكومية TPAO، بدأت التنقيب في ما يسمى
بمنطقة تونا -1 ، قبالة بلدة إيريغلي التركية المطلة على البحر الأسود.