هل تناول القضايا الوطنية خلط للدين بالسياسة؟.. وزير الأوقاف يجيب
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف أن تناول القضايا الوطنية والاجتماعية والمجتمعية لا يعد أبدًا من باب خلط الدين بالسياسة , والعبرة بطريقة الأداء والتناول , فالجوانب المهنية والفنية هي عمل أهل الاختصاص , أما الجوانب الإصلاحية العامة المتعلقة بالمصالح والمفاسد , واحترام النظام العام للمجتمع , فهي رسالة نبيلة لكل المصلحين من العلماء , والمفكرين , والإعلاميين , فالإصلاح مسئولية مجتمعية مشتركة .
وأوضح وزير الأوقاف في مقالة بعنوان "دقائق الأمور" أنه كلما ارتفع المستوى الثقافي وارتفعت درجة الوعي في أي مجتمع من المجتمعات وَضَعَ الأمور في نصابها , و قاسها بمقاييس دقيقة وتكاملت مؤسساته في معالجة قضاياه , وحل التوافق محل التنازع والتناحر بين أبنائه .
وأضاف: يجب أن نفرق بين ما يكون الحكم فيه دينيًّا بحتًا , وما يكون الحكم فيه مهنيًّا مرجعه إلى أهل الاختصاص , ويتبع الرأي الديني فيه الرأي المهني التخصصي , ففي مجال الطب يأت الرأي الشرعي مبنيًا على الرأي الطبي ، وفي مجال الهندسة فإن الرأي الشرعي يتبع الرأي الفني الهندسي , فقواعد العمل وضوابطه هي اختصاص أهل كل فن , ولكن من خرج على القواعد واللوائح والقوانين فأدى خروجه إلى قتل النفس فهو قاتل , فإن أضر بحياة الناس فإثمه بقدر الضرر الواقع منه , فالقاعدة أنه لا ضرر ولا ضرار .
وقال جمعة، في مجال مخالفات البناء مثلا من خالف الارتفاعات المسموح بها أو المواصفات الواجب الالتزام بها فأدت مخالفته إلى قتل الأنفس فهو قاتل , وإن أضر بمباني الآخرين المجاورة لزمه التعويض , وإن اعتدى على أملاك الآخرين عوقب على قدر اعتدائه , مع أكله السحت بكل مال اكتسبه بالمخالفة وإذا كان الهدف لدى بعض الناس هو الزيادة في جمع المال فعليه أن يدرك أن كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به .