هل يجوز التوضؤ والنية وذكر الله فى مكان قضاء الحاجة؟
فى الأبنية الحديثة يوجد حوض الغسل وأدوات الاستحمام وقضاء الحاجة فى حجرة واحدة. فهل يجوز أن أتوضأ فى هذا المكان . وهل يجوز أن أسمى وأذكر الله أثناء الوضوء ؟يجيب عليه فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالازهر سابقا " رحمه الله " فقال :
من المعروف عند الفقهاء أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وأن الكراهة تراعى قبل الندب والاستحباب ، كما تراعى الحرمة قبل الوجوب ، وذلك للاحتياط على الأقل 0 ومعلوم أن المكان الواحد الذى يجمع هذه المرافق يغلب عليه التلوث والتعرض للنجاسة إن لم تكن هناك عناية بالغة بالنظافة 0
والوضوء من الصنبور " الحنفية " داخل الحمام مكروه إن خشى الإنسان النجاسة من تساقط المياه على الأرض المنتجسة، ووجد مكانا آخر يتوضأ فيه غير هذا المكان ،
فإن أمن النجاسة أو لم يوجد مكان آخر للوضوء فلا بأس بالوضوء فى الحمام 0 ومن آداب قضاء الحاجة عدم الكلام ومنه الذكر والدعاء وقراءة القرآن ، حتى لو عطس لا يحمد الله ، ولو سلَّم عليه إنسان لا يرد عليه السلام .
ولو سمع الأذان لا يجيب المؤذن ، أى لا يقول مثل قوله . فقد روى مسلم فى صحيحه عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن رجلا مر على النبى صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه السلام .
هل يجزئ الغسل عن الوضوء؟.. لجنة الفتوى تجيب
ورأى العلماء أن هذا المنع لا يقتصر على حالة قضاء الحاجة "التبول والتغوط " بل يشمل وجود الإنسان فى هذا البيت المعد لقضاء الحاجة . وعليه فإن المتوضئ فى الحمام لا يسمى ولا يذكر الله أثناء الوضوء ولا قبله ولا بعده حتى يخرج منه ، والحكم هو الكراهة لا الحرمة، فليس فى المخالفة عقوبة ، والأفضل عدمها . .
مع التنبيه على أن النية الواجبة فى الوضوء أو الغسل محلها القلب ، ولا يجب التلفظ بها باللسان ، فلا داعى لهذه النية القولية ما دام فى الحمام ، ويكتفى بالنية القلبية عند من يقول انها يجب فعلها .
ومحل كراهة الكلام إذا لم تكن هناك ضرورة أو حاجة تدعو إليه ، كالتنبيه على خطر أو الرد على من ينادى ونحو ذلك ، فإن وجدت فلا كراهة ، والضرورة تقدر بقدرها