باحث أثري يكشف الأهمية التاريخية والأثرية لدير سانت كاترين وجبل موسى
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن دير "سانت كاترين" أمر ببنائه الإمبراطورة "هيلين" والدة الإمبراطور "قسطنطين" عام 432م، ثم أكُمل في عهد الإمبراطور "جوستينيان" عام 545م ليكون معقلاً لرهبان سيناء، وقد سُمي في العصور التالية باسم دير "القديسة كاترين" أحد شهداء الإسكندرية، وللدير سور عظيم يحيط بالعديد من المباني تخترقها ممرات ودهاليز وبه أبراج عالية في الأركان، ونجد أن كلمه "كاترين" تعني "الطاهرة"وسيده العلماء ورجال الدين والفلاسفة والطلبه والبنات العذارى، والدير الآن يضم بداخله سوره الأثري، ويضم شجره العليقه وسبعه عشره كنيسة ومذبحا، وصوامع للرهبان، ومخازن حبوب، ومطابخ وافران، ومعصرة للزيتون ومكتبه وجامعاً، وبالدير عده آبار تختلف في قدمها وفي عمقها، كما انه بالجهة الغربية منه يوجد بستان يضم مجموعه من أشجار الفاكهة ، ومقبرة للرهبان، ومخزنا للعظام.
واكد "عامر" أنه من أقدم الآثار المسيحية في سيناء وإحدى الكنائس الهامة في العالم لما تحويه جدرانها من فسيفساء قديمة، بالإضافة إلى التحف النادرة وتقع على أثني عشر عموداً، يرمز كلاً منها إلى شهر من شهور السنة وإلى الأثنى عشر رسولاً، وهي مبنية من الحجر الجرانيتي الذي بني منه السور، وطول الكنيسة حوالي 38.5م، وعرضها حوالي 19.5م، ومتوسط إرتفاع جدرانها دون السقف حوالي 5متر، وبداخل هذه الكنيسة صفان من الأعمدة، كما نجد للكنيسة واجهه بسيطة ذو سقف منحدر، كما نجد العديد من الصلبان محفورة علي جدرانها، كما نجد علي الواجهة الغربية شجرتان نخيل صغيرتان منحوتتان علي الصخر، وباب الكنيسة الأثرى يفتح إلى جهة الغرب، ويتدلي سقفها عده ثريات نادرة وقناديل نفيسة، كما تزدان حوائطها بمجموعه من الأيقونات التي لا تقدر بمال، كما أن علي باب الهيكل وفي فناء الكنيسة توجد أربعه شمعدانات كبيره من النحاس الأصفر، وعلي يمين مذبح الكنيسة يوجد تابوت فضي يضم صندوقين من الذهب، والداخل إلى الهيكل من بابه الأوسط يجد عن يمين وشمال صندوقين من الفضة الخالصة، والي يسار الداخل للهيكل من الباب الشمالي توجد رخامه بها نقش، والمهم في هذه الكنيسة أنها قد بنيت علي الطراز البازيليكى، ونجد بالكنيسة عده هياكل جانبيه صغيره تفتح علي الأجنحه وكل منها له مذبح ومازال السقف الخشبي للكنيسة موجود.
وأشار "عامر" إلي أنه جبلا موسى وسربال، كانا يشتركان في القداسة لان نبي الله موسى الكليم قد تلقي كلمات الله جل جلاله في تلك المنطقة ويرجح أن جبل سربال هو المقصود "بالجبل" في القران الكريم، ويبلغ ارتفاع جبل موسى 2258م، ويوجد أعلى قمته كنيسة صغيرة وجامع يحرص السائحون من كافة أنحاء العالم على تسلق الجبل حتى القمة ومشاهدة شروق الشمس، هذا ويعتبر "دير سانت كاترين"، وجبلا موسي وسربال من أهم الآثار الموجوده في سيناء وهما رمزاً هاماً للديانات، كما أنه سيناء مليئة بالآثار بداية من العصور القديمة حتي العصر الإسلامي، فهي تمثل تراث إنساني عظيم وحضارة فريدة.