"انفلات مجتمعي" يهدد بموجة كورونا ثانية في السودان
عادت الأسواق والأماكن العامة وسرادق العزاء وقاعات الأفراح، في أحياء الخرطوم ومدن أخرى، تمتلئ بالزوار من جديد، من دون اكتراث للإجراءات الصحية الاحترازية بشأن فيروس كورونا.
وقد أثار عدم اتباع التعليمات الصحية في أكثر من مكان داخل السودان في الآونة الأخيرة، المخاوف من ارتفاع كبير في الإصابات بفيروس كورونا التي تخطت 12 ألف حالة حتى الآن.
وأشار تقرير حديث صادر عن وزارة الصحة السودانية، إلى أن أكثر من 60 في المئة من الإصابات الجديدة هي محلية، وناتجة عن الاختلاط المجتمعي.
وأوضح التقرير أن الحالات الوافدة من خارج السودان بلغت 64 حالة، فيما بلغت الحالات التي لها علاقة ببعضها البعض 4 آلاف و37 حالة، أما الحالات التي وجدت بالمجتمع ولا علاقة لها بأي حالات أخرى (أي انتشار مجتمعي)، فكانت أكثر من 8200.
وحذرت الوزارة المواطنين من موجة كورونا أخرى في حالة عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية، مثل الامتناع عن ارتداء الكمامة وإهمال إجراءات التباعد الاجتماعي وغيرها من وسائل السلامة.
ووفقا للتقرير، فقد سجلت بؤر وبائية جديدة لكن لا تزال العاصمة الخرطوم هي الأعلى من حيث عدد الإصابات، بمعدل 72 بالمئة من إجمالي الحالات المسجلة في عموم البلاد.
وأدى فتح بعض المعابر الحدودية إلى ظهور حالات جديدة غير مكتشفة، لأنها في الفئة النشطة من الشباب، وذلك عبر عبورهم من وإلى الولايات.
ويمثل الذكور 59 بالمئة من الحالات المسجلة مقابل 41 بالمئة للإناث، وبلغت نسبة الوفاة بين النساء 29 بالمئة مقابل 71 بالمئة للذكور، معظمهم من المسنين.
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن منظمات دولية، فقد تصدر السودان دول الساحل والصحراء في معدلات الوفيات بمرض "كوفيد 19"، مسجلا 6.5 بالمئة من المرضى.
ويتزايد القلق من جراء ارتفاع معدلات المرض في الولايات الشمالية والبحر الأحمر ونهر النيل، التي تعتبر أقل كثافة مقارنة بالولايات الأخرى.
وقال مصدر طبي في الولاية الشمالية لـ"سكاي نيوز عربية، إن تزايد حركة السفر من وإلى المنطقة خلال الفترة الماضية ربما يكون أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.
ويعمل عدد قليل من الأطباء والكوادر الصحية ساعات طويلة في ظل تسارع انتشار جائحة كورونا والنقص الحاد في الكوادر الصحية، والتردي في أوضاع المستشفيات السودانية.