زياد شوقى.. قصة طفل تمنت والدته أن يصبح طبيباً للغلابة.. ولقي مصرعه تحت أنقاض منزل بالمنوفية

لملمت الشمس خيوطها واتجهت إلى حيث تستقر كل مساء.. لكن الهدوء لم يكن حاضراً كما هي العادة ولم يبقَ ظلام الليل قائماً الا حينا قيلاً من الوقت بعد أن انطلقت ألسنة لهب لم تبقِ ولم تذر.

هنا شنوان.. دوى إنفجار مفجع كان كفيلاً بإحراق القلوب قبل أن يتسبب فى انهيار منزل "3 طوابق" على رؤوس قاطنيه ليتحول الأمر إلى كارثة.. فالعقار به 8 أفراد وطفل يعمل بورشة بالطابق الأرضى.
انتفض أهالى القرية جميعاً وتوجهوا إلى حيث الكارثة لإستخراج سكان المنزل من تحت الأنقاض فمنهم من ظل على قيد الحياة، ومنهم من كان الحادث آخر ما كان مقدراً له أن يراه قبل أن يلقى مصرعه.
زياد شوقى الطفل الوحيد وأحد ضحايا الحادث كان الأمل فى أحلام والديه، قرر العمل وهو ابن الـ 12 عاماً من أجل توفير نفقات دراسته حيث كان مقبلاً على الصف السادس الابتدائى هذا العام.
50 جنيهاً فى الأسبوع جل ما كان يتحصل عليه الطفل ليذهب بها فرحاً مسرعاً إلى والدته لتضيفها إلى مصروفات الأسرة كى تتمكن من توفير متطلبات شقيقه وشقيقته.
الدكتور مشالى "طبيب الغلابة" رأته والدة زياد ذات يوم عبر شاشة التلفاز.. ابتسمت ونظرت لابنها قائلة: "يارب أشوفك زيه وتعالج الغلابة يا زياد"، ليرفع الطفل يديه مردداً "يارب ياماما".
لم يكن العمل بالنسبة لزياد، حسبما كان يؤكد لأسرته، سوى وسيلة لتوفير الأموال اللازمة لمساعدتهم واستكمال دراسته، حيث كان يحلم أن يصبح ذات شأن لكن سفينة الأقدار لم ترسو كما تمنى زياد بل كان على موعد آخر مع الأحزان.
لم يحتمل قلب زياد دوي انفجار اسطوانة الغاز، وتوقف عن النبض سريعاً، معلناً وفاة الطفل الصغير ومدوناً السطر الأخير فى قصة كفاح.. ربما كانت ستصبح فى أحد الأيام أسطورة تروى للبسطاء من أبناء المحروسة.
وكان اللواء أحمد فاروق مدير أمن المنوفية تلقى إخطاراً يفيد بإنفجار اسطوانة غاز وانهيار منزل مكون من 3 طوابق بقية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم، وجرى نقل المصابين وحالات الوفاة للمستشفى الجامعى بشبين الكوم.