بعد محاكمة قتلة الحريري دوليًا.. متى تلجأ الدول إلى القضاء الدولي؟
رغم مرور أكثر من 15 عاما على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في انفجار شاحنة مفخخة في بيروت إلا أن العالم ينتظر قرار المحكمة الدولية المدعومة من الأمم المتحدة في هولندا للبت في القضية اليوم الثلاثاء، خلال محاكمة أربعة أعضاء من جماعة حزب الله بزعم تورطهم في مقتل الحريري، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول لماذا تلجأ للقضاء الدولي في أغلب القضايا؟.
العمل القانوني
يرجع ذلك إلى ان العمل القانوني للأمم المتحدة رائد في العديد من المجالات، ومعالجة المشاكل التي تأخذ بعدا دوليا. وكانت الأمم المتحدة في طليعة الجهود الرامية في توفير إطار قانوني في مجالات مثل حماية البيئة، وتنظيم العمالة الوافدة والحد من تهريب المخدرات ومكافحة الإرهاب.
ويستمر هذا العمل حيث يلعب القانون الدولي دورا أكثر مركزية في طائفة واسعة من القضايا، بما في ذلك قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وكذلك جرائم الإرهاب.
ومعنى كلمة القضاء هو الحكم أو تطبيق القانون، أو الحق والفصل بين المتخاصمين من الناس أو الجماعات، وعندما نقول قضاء دوليّ هو الحكم أو تحكيم القانون بين المتخاصمين على مستوى العالم بواسطة طرف دوليّ مستقل أو هيئات قانونيّة مُحايدة تعتمد في حكمها على قانون دوليّ تعترف به معظم دول العالم، ويلتزم به أصحاب السيادة والقرار أينما كانوا، ويحتكمون إليه حال وجود مشكلة مع بلدٍ آخر مثلاً، كما يختص بحالات اغتيال وقتل الشخصيات العامّة العالمية، ولا سيّما قادة الدول والسياسيين، وقضايا عالمية أُخرى كانتهاك حقوق الإنسان في الدولة المُحتلّة، أو مخالفة الاتفاقيات العالمية المُنبثقة عنها، والموقعة مِن قِبل الأطراف الدوليّة الكبرى ومعظم دول العالم وكياناته المستقلّة.
متى اللجوء
وفقا لميثاق روما المنشئ للمحكمة تتلخص خيارات إحالة قضية ما للمحكمة في ثلاثة نقاط؛ أولها إحالة القضية للمحكمة من قبل مجلس الأمن، وثانيها هو تحريك مدعي عام المحكمة للقضية بطلب شخصي، أما ثالثها فهو أن تقوم دولة عضو بفتح تحقيق في القضية، ويرى رفعت أن هذه الخيارات جميعها تكتنفها صعوبة شديدة وتحتاج لمزيد من الجهد والوقت.
ضمان النزاهة
وتلجأ الدول للقانون الدولي لضمان النزاهة حيث يعتبر تعزيز سيادة القانون على الصعيدين الوطني والدولي في صميم مهمة الأمم المتحدة.
ويعتبر احترام سيادة القانون أمرا أساسي لتحقيق السلام الدائم في أعقاب الصراع، والحماية الفعالة لحقوق الإنسان، والتقدم الاقتصادي المستدام والتنمية. وتستند الأمم المتحدة في عملها على المفهوم الأساسي المتعلق بمبدأ مسائلة الجميع من الفرد إلى الدولة أمام قوانين صادرة علنا، ويتم تطبيقها على قدم المساواة والفصل فيها بصورة مستقلة.
أول صورة لسعد الحريري خلال مشاركته بجلسة النطق بالحكم على قتلة والده
وتلعب أجهزة الأمم المتحدة الرئيسية، بما في ذلك الجمعية العامة ومجلس الأمن، أدوارا أساسية في دعم الدول الأعضاء بهدف تعزيز سيادة القانون، كما تفعل العديد من كيانات الأمم المتحدة.