خبير يتوقع مواصلة الذهب مسيرته نحو الصعود بعد انتهاء التصحيح والتذبذب الحالي
قال محمد حسن العضو المنتدب لميداف لإدارة الأصول: إنه في الفكر الكلاسيكي يعتبر الذهب من الملاذات الآمنة، وهى أدوات مالية تزيد قيمتها خلال فترات الانكماش الاقتصادى وتستخدم للنفور من المخاطر.
وأوضح أن هذه الأصول الدفاعية تبرز فى أوقات الأزمات لأنها لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الاقتصاد، مما يعنى أنه يمكن إعادة تقييمها حتى فى حالة انهيار السوق، وأصبحت أصول الملاذ الآمن اليوم مثل الذهب مهمة بشكل متزايد فى ظل أوقات الخوف فى الأسواق.
وتابع: التصحيح "تراجع أسعار الذهب" في المدى القصير سيكون أمرًا طبيعيًا تمامًا، أو حتى مرغوبًا فيه، لافتًا إلى أنه حتى شهر يوليو ارتفع الذهب بشكل تدريجي وعلى نحو من الثبات، لذلك وبعد الصعود المثير للدهشة الذي شهدناه مؤخرًا للذهب لن يكون التصحيح مستغربًا وبالفعل، حدث ذلك.
وأضاف: "يجب ألا تسيطر علينا المفاجأة حيث كانت وتيرة هذا الارتفاع كبيرة، ولهذا السبب بالتحديد كان لا بد أن يتبعها التصحيح".
واستطرد: "هناك مخاطر أخرى تسجل حضورها قد ينتعش الدولار، وقد ترتفع أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة ولكن هذه المخاطر دائمًا معنا، ونحن نراقبها بشكل مستمر".
وأشار إلى أنه رغم هذه المخاطر، فإنه على المدى الطويل، هي أن هذا الأسبوع العاصف لم يتغير شيء في النظرة الأساسية للذهب خاصة وأن السوق أصبح مزدحمًا بكل بساطة، ويمكن للتصحيح أن يحدث في هذا الحال، دون الحاجة إلى أي تغييرات في أساسيات السوق.
وأردف: "وإذا كان هذا صحيحًا، فعند انتهاء التصحيح، وربما كذلك فترة من التذبذب، يمكن أن يواصل الذهب مسيرته إلى الأعلى، ربما بطريقة أكثر هدوءًا مما شهدناه مؤخرًا، خصوصًا إذا بقي الدولار ضعيفًا".
واشار الى ان السياسات المالية للدول لا تزال تكابد المصاعب، والتسهيلات النقدية التي ستسبب التضخم لا تزال مطلوبة وبقوة، بالإضافة إلى عجز الميزانيات والمخاوف الجيوسياسية، ناهيك عن تخوفات بأن حزم التحفيز العملاقة التي تم حقنها في الدول الكبرى ستتحول يوماً ما إلى تضخم، كل هذه المعطيات تعطي للذهب اتجاه واحد على المدى الطويل، نحو الأعلى.
واستطرد: رغم توقع المؤسسات المالية العالمية بوصول الذهب إلى 3000 $ للاونصة وعلى الرغم من أن الذهب قد قدم أداء عظيما منذ بداية العام، إلا أن ما كان يعتبر في الماضي ملاذا آمنا قد أصبح الآن أحد الأصول عالية التقلب.
وأوضح ان الأمر في الذهب لا يقتصر على ارتفاع السعر النقدي بل إن السعر المعدل بالتضخم هو الآخر يحقق ارتفاعات كبيرة ويجب النظر إلى بدائل أخرى مثل الأصول المحايدة أو الصناديق العالمية التي تحد من التقلبات، ولا ترتبط ببقية الأسواق.