رئيس التحرير
عصام كامل

بعد عنترية أردوغان على اتفاق الإمارات.. أبرز محطات ولاء السلطان العثماني لإسرائيل

الرئيس التركي أردوغان
الرئيس التركي أردوغان

كعادته الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحب استغلال الأحداث على الساحة الدولية لخطف الأضواء والتغطية على الأزمات التي تلاحقه داخليا وخارجيا وكأن آخرها اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، وأظهر عنتريته المعهودة التي وصلت حد التلويح بمقاطعة الإمارات متناسيًا أن بلاده كانت من أوائل الدول التي تعترف بإسرائيل أواخر أربعينيات القرن الماضي.

ليس ذلك فحسب وإنما مصادر في الإدارة الأمريكية كشفت عن سر ردة فعل الرئيس التركي رجب أردوغان المبالغ بها حيال الاتصال الإماراتي الإسرائيلي، مفهومة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.. كما هو الحال في اروقة القرار الإسرائيلي، وذلك لأن أردوغان كان قد بدأ مفاوضات سرية مع الجانب الاسرائيلي تتعلق بالأقصى.

وكشفت تلك المصادر لموقع "ميدل ايست افيرز" أن أردوغان بالضبط الكامل لقطاع غزة والتعهد بعدم انطلاق اي هجوم منه باتجاه اسرائيل والعمل على رفع مستوى العلاقات التركية الاسرائيلية الى اعلى درجات التنسيق السياسي والاقتصادي والأمني، فيما تتعهد تعهد اسرائيل باعطاء المؤسسة الدينية التركية اليد الطولى في إدارة شؤون المسجد الأقصى.

وتعليقا على الموضوع قال ريك باتلر: وهو أحد أبرز خبراء السياسة التركية في واشنطن: "إن أردوغان يريد للأقصى أن يكون الكعبة التركية التي ستعطيه أوراقا أساسية في قيادة العالم الإسلامي"، مضيفا: "لطالما كان أردوغان يعتبر ايا صوفيا والاقصى حجر الأساس في التربع على عرش المؤسسات الدينية عند المسلمين، ليتمكن من استعادة الصورة الرمزية للسلطنة العثمانية التي يحلم بإعادة ترميم صورتها". 

ولدى سؤال المصادر الامريكية عن معرفة الخليجيين بالمفاوضات التركية الإسرائيلية، أبدت المصادر عدم معرفتها ما اذا كانت الإمارات على علم بالمفاوضات بين أردوغان والجانب الاسرائيلي واذا ما كان هذا الأمر قد سرع الخطوة الاماراتية، بهدف قطع الطريق على أردوغان الذي اراد محاصرة الخليج التفاهم مع إيران وإرساء تحالف استراتيجي مع اسرائيل.

وتاريخ العلاقات الإسرائيلية التركية حافل بالعديد من الاتفاقات أبرزها اتفاقيات تصدير السلاح لتركيا، وتعد تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة بعد إيران تعترف بإسرائيل عام 1949م، ومنذ ذلك الحين أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي لحصول تركيا على السلاح، ناهيك عن التعاون العسكري، الدبلوماسي، الاستراتيجي فيما بينهما.

والحديث عن أي صراع أو توترات في العلاقات بين الطرفين فهو عداء وهمي تؤكده التقارير الإسرائيلية المؤخرة عن تزويد تل أبيب بصفقات أسلحة لتركيا، هذا إلى جانب العلاقات الاقتصادية المنتعشة بينهما.

وزودت إسرائيل تركيا مؤخرًا بحسب الإذاعة العبرية بعدد من طائرات «هارون»، وطورا سويًا الدبابة «باتون»، ويرى المراقبون أن البلدين علاقتهما قوية، ولكن «أردوغان» يختلق عداءً وهميًا لخداع مؤيديه.

وسيلة لمحاربة إيران
ويتعدى التعاون بين تركيا وإسرائيل أكبر من ذلك، بعد اعتماد أنقرة على تل أبيب لاجتياز المشكلات الاقتصادية والسياسة الداخلية، والتقارب في العلاقات مع واشنطن، فيما ترى إسرائيل أن تركيا هي المعبر إلى منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، بالإضافة إلى التنسيق العسكري بين الجانبين ضد سوريا وإيران.


شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموا كبيرا، خاصة فيما يتعلق بالمشتريات ذات الطابع الأمني التي شهدت ارتفاعا ملحوظا، رغم تراجع السياحة الإسرائيلية إلى أنقرة.

اتفاقية التجارة
كما وقع البلدان اتفاقية للتجارة الحرة بينهما في يناير 2000، وسميت «اتفاقية التجارة الحرة التركية – الإسرائيلية»، واعتبرت مهمة جدًا بالنسبة إلى إسرائيل لأنها الأولى التي توقعها مع أي بلد آخر ذي أكثرية سكانية من المسلمين.

وتبلغ الصادرات الإسرائيلية السنوية إلى تركيا 1.5 مليار دولار، والواردات منها مليار دولار.

وكانت تل أبيب وضعت خططًا أولية لتوسيع التبادل التجاري ليشمل بناء خط لنقل المياه العذبة من تركيا إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الكهرباء والغاز والنفط.

وفي ظل الحديث عن العلاقات المتوترة باعت تل أبيب لأنقرة القمر الصناعي الإسرائيلي «أفق» ونظام الدفاع الجوي «أرو» المضاد للصواريخ، ويحتاج هذا الاتفاق إلى موافقة أمريكا ليصبح ساري المفعول.

 

 

أكاديمي إسرائيلي يكشف كذب أردوغان: يهاجمنا بالإعلام للضحك على العرب

وتعطي هذه الصفقة، في حال الموافقة عليها، قدرات متقدِّمة لتركيا سواء في مجال الدفاع ضد الصواريخ أو في مجال الاستعلام الإستراتيجي.

الجريدة الرسمية