لماذا لا يستجيب الله أحيانا للدعاء ؟
يقول الله تعالى «ادعوني أستجب لكم» والدعاء مستحب عند الله من عباده المؤمنين إلا أنه أحيانا نكثر من الدعاء في أمور ما ورغم ذلك لا يستجيب الله أحيانا لدعائنا فلماذا وما الحكمة من ذلك؟ يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول :
يقول الحق سبحانه وتعالى فى الآية 186 من سورة البقرة «أجيب دعوة الداع إذا دعان» فالله سبحانه وتعالى يتكلم فى كلمة الداع ولا يتركها مطلقة فيقول إذا دعان ، فكأن كلمة "دعا" تأتى ويدعو بها الإنسان ، وربما اتجه بالدعوة إلى غير القادر على الإجابة.
ومثل ذلك قول الحق تبارك وتعالى «إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم» سورة الأعراف 194 ، وقال: «إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ» فاطر 14 .
فكأن الداعي قد يأخذ صفة يدعو بها غير مؤهل للإجابة والحق هنا قال «أجيب دعوة الداع إذا دعان» أما إذا ذهب ودعا غير قادر على الوفاء فالله ليس مسئولا عن إجابة دعوته.
إن الله سبحانه وتعالى يريد أن يعلمنا أن الإنسان يدعو بالخير لنفسه وأنت لا تستطيع أن تحدد هذا الخير ، لأنك قد تنظر إلى شيء على أنه الخير وهو شر ، ومادمت تدعو فأنت تظن أن ذلك هو الخير .
أنت تحب الخير لا جدال لذلك تكون إجابة ربك إلى دعائك هي أن يمنع إجابة دعوتك إن كانت لا تصادف الخير بالنسبة لك ، لذلك لا تقل لماذا لم يستجب الله لي؟ لا، لقد استجاب لك لكنه نحّى عنك حمق الدعوة أو ما تجهل بأنه شر لك.
الشيخ متولى الشعراوي: لبيك يا إلهي
وأضرب المثل ولله المثل الأعلى قد يطلب منك ابنك الصغير أن تشترى له مسدسا وهو يظن أن مسألة المسدس خير ، لكنك تؤخر طلبه وتقول له (فيما بعد سأشتري لك المسدس إن شاء الله وتماطل ولا تأتيه بالمسدس فهل عدم مجيئك بالمسدس له على وفق ما رأى هو منع الخير عنه).
إن منع المسدس عنه فائدة وصيانة وخير للابن .. إذا فالخير يكون دائما على مقدار الحكمة في تناول الأمور وأنت منعت هنا الأذى عن ابنك .
وكذلك يكون حظك من الدعاء لا يستجاب لأن ذلك قد يرهقك أنت، والحق سبحانه وتعالى يقول: «وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ۖ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا».