رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل "أحمد مستجير" الأديب المتنكر في صورة العالم

الدكتور أحمد مستجير
الدكتور أحمد مستجير

عالم جليل فى الهندسة الوراثية وعلم الأحياء، ألف عدة دواوين من الشعر، فهو عالم مرهف الحس اشتهر بالتواضع وحب الطبيعة والزراعة، جمع العلامة الدكتور أحمد مستجير فى حياته بين العلم والفن فيقول عن نفسه: (أنا فى الحق موزع بين شاطئين كلاهما خصب وثرى، أجلس على شاطئ أدرسه وأتأمل الشاطئ الآخر، وأعرف أن الفن هو القلق ، والعلم هو الأمن والطمأنينة، وأنا عن نفسى مطمئن أقترب إلى القلق).

 

وفى مثل هذا اليوم 17 أغسطس 2006 رحل الدكتور أحمد مستجير العالم المتخصص فى الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية والذى توصل إلى ري بعض المحاصيل كالقمح من مياه البحر المالحة، كان عضوا فى 13 هيئة علمية مصرية وعالمية وعمل أستاذا وعميدا فى كلية الزراعة. 


وحول اختياره لهذا المجال والجمع بين الهندسة الوراثية والأدب فى حياته قال لمجلد بعنوان "اعترافات" أصدرته جريدة الأهرام عام 2001 قال فيه:

تفوقت فى كلية الفلاحين بسبب عشقى للزراعة والخيال واللون الأخضر، أقبل كل صباح يد الطبيعة التى سقتنى الرومانسية وأطعمتنى إيقاعات الشعر، وأنا منحاز بطبعى إلى الأرض الريفية وإلى الفلاح المصرى، وهذا الانحياز له مسبباته وعلى رأسها كونى فلاحا أساسا من مواليد قرية الصلاحات محافظة الدقهلية، وكانت كلية الفلاحين هى حلمى ولم أتصور العمل فى تخصص آخر، لأنى أرى أن كلية الزراعة أشمل فى موادها من اى دراسة أخرى.. أما الريف فهو عشقى الأبدى وغرامى الحقيقى. 


درست الزراعة بمحض إرادتى لعشقى للون الأخضر والفن والجمال وكانت أسعد لحظة فى حياتى حين منحنى أستاذى بمعهد الوراثة فى أدنبرة بإسكتلندا الدكتوراة بامتياز، مما فتح شهيتى وكانت وراء حرصى الدائم فى البحث فى مجال الأرض والفلاحة. 

 

دكتوراه للبيع.. ولّا لتعيين حملة الماجستير والدكتوراه؟!


من أسعد لحظات حياتى أيضا عندما علمت بفوزى بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم عام 1997 ومن قبلها التشجيعية عام 1974، لكنى أرى أن السعادة الحقيقية لأى باحث أو عالم عندما تأخذ الدولة فى تطبيق العديد من التوصيات والمقترحات التى يتوصل إليها العالم، وقد وفقنى الله فى إنشاء معهد الهندسة الوراثية بكلية الزراعة، وأتمنى فى المستقبل إنشاء مركز استنساخ الحيوان وتوفير المال اللازم له. 


وأضاف مستجير: من واقع تجربتى وحبى للأدب وهنا لا أصف نفسى كأديب، وكل ما هنالك مجموعة من الدواوين والقصائد، بدأت ميولى الشعرية بعد أن قرأت أول ديوان للشعر للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور بعنوان الملك لله، ومن احب دواوينى إلى "عزف ناى قديم، هل ترجع أسراب البط". 


الجريدة الرسمية