رئيس التحرير
عصام كامل

نعمات أحمد فؤاد تطالب بإحياء احتفالات وفاء النيل

الدكتورة نعمات احمد
الدكتورة نعمات احمد فؤاد

الاحتفال بوفاء النيل هو أقرب الاحتفالات إلى قلب الشعب المصرى وأقدمه عنده وله مكانة عظيمة عند المصريين بجميع فئاتهم حتى لفت ذلك نظر كل غريب عرف مصر وسجل هذا الإعجاب وهذا التقديس للنيل.

 

هكذا كتبت المفكرة الراحلة أستاذ علم الحضارة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد التى سميت بعروس النيل فى كتابها "كتبت يوما فى الأدب والنقد والفكر والفن" فصلا عن عظمة النيل وتميزه واحتفالات وفاء النيل فى مصر . فهى التى حصلت على الدكتوراه  فى النيل وصاحبة أشهر الكتابات عنه.  

 

وتقول الدكتورة نعمات "رحلت عام 2016":

 

سجل إدوارد لين فى كتابه (المصريون المحدثون وعاداتهم وتقاليدهم) كما سجله المؤرخون الإسلاميون الذين كانوا يؤرخون للنيل فى نهاية كل سنة حيث الزيادة والنقصان فى منسوب المياه كحدث جليل من الاحداث الهامة الكبرى ولم يظفر بهذا فى التاريخ الاسلامى نهر غيره.

 

إن مظاهر الاحتفال بالنيل والاحتفال بفيضانه ملأت خمسة مجلدات أنفق عليها عمره وماله أمين باشا سامى. 

 

حتى الأديان أقامت من أجل زيادة مياهه الصلوات فى الكنيسة "أوشية المياه" وفى المسجد "ابتهالات "وعلى ضفاف النيل التقينا معا فى صلاة الاستسقاء.. وما المقياس القائم فى الروضة إلا صلاة استسقاء معمارية، كما عقدت من أجل النيل المؤتمرات، وجمع المجمع المصرى للثقافة العلمية كتاب باسمه عام 1952، بل احتفل بوفاء النيل الأدب الإنجليزى فى ثلاث قصائد نظمها كيتس، شلى، لى هنت، بل احتفل بوفاء النيل الشاعر الرومانى تيبولوس، وشاعر الرومان فرجيل. 


وحين كتبت رسالتى عن النيل سعيت إلى دار الإفتاء لأقف على أقدم حجة وفاء للنيل فكان أقصى ما وصلت إليه حجة وفاء النيل عام 1915 من دار المحكمة العليا الشرعية، وقد سجلتها فى كتابى، كما صورت حجة وفاء النيل عام 1956 من مضبطة الإشهادات، وآخر حجة وفاء كتبت له عام 1958، بعد هذا غاب الوفاء.. وفاؤنا للنيل ووفاء الاحتفال به. 

 

 3 سنوات على رحيل نعمات فؤاد "أم المعارك"


وإذا كان السد العالى قد امتص اللهفة على الزيادة، والقلق من النقصان، فالسد صنعة النيل ولذلك وبكل المقاييس يحق للنيل الاحتفال بوفائه، فليس أعمق فى وجدان الشعب من اثنين الدين والنيل.


وخاطبت أكثر من محافظ للقاهرة فى شأن إحياء الاحتفال بوفاء النيل بعد غيبة طويلة لم نحتفل فيها بالنيل وقد وعدوا بإعادة الاحتفال ولم يوفوا. 

 

فهل نحيى تقليدا جميلا لم يفرط فيه حتى الغزاة، أنتظر كمصرية مع شعب النيل.


الجريدة الرسمية