رئيس التحرير
عصام كامل

عيد وفاء النيل.. أقدم احتفال شعبي في العالم

صورة لعروس النيل
صورة لعروس النيل كما قدمتها السينما

يبدأ اليوم الخامس عشر من أغسطس الاحتفال بعيد وفاء النيل الذى يعتبر أقدم عيد شعبى فى العالم وتستمر الاحتفالات حتى منتصف سبتمبر .

 

ويشكل نهر النيل أهمية كبرى فى الحياة المصرية القديمة وكان الفيضان الخاص بالنيل يتم بصورة دورية فى فصل الصيف.

 

وعيد وفاء النيل هو من الاعياد المصرية التى ترجع الى سبعة الاف عام وقد سجل اجدادنا هذه الاحتفالات على جدران معابدهم ومقابرهم ، ومازال الاحتفال به موجودا ولم يتغير منه سوى إلغاء مشهد عروس النيل التى كانت تلقى كل عام فى النهر .

 

فليس النيل مجرد ممر مائى أو مرفق رى عملاق بل انه نهر حضارة يرتبط بحياة الناس وصنع مستقبلهم ، فهو مسيرة حياة بشر وكما قال الشاعر الاغريقى القديم مصر هبة النيل.

 

وجاءت احتفالات وفاء النيل ابتهاجا بفيضان النيل وزيادة خصوبة الماء المتدفق لدرجة كان القدماء يخصصون اجمل الفتيات البكر فى البلاد ليلقونها فى النهر يوم وفاء النيل قربانا الى النهر وشكرا كما تقول الروايات.

 

وظلت حكايات اهداء عروس النيل كل عام فى عيد وفاء النيل راسخة فى الاذهان حتى انها استبدلت فى بعض الفترات بعروس خشبية تلقى فى النيل تفاديا لمقتل فتاة كل عام .

 

ومازال كتاب محدثون وشعراء يرددون حكايات عروس النيل حتى ان السينما اخذت منها موضوعا لأفلامها مثل فيلم"عروس النيل "الذى قدمته لبنى عبد العزيز وشكرى اباظة .

 

ومنذ كشفت الحملة الفرنسية عن رموز حجر رشيد بدأ الباحثون فى دراسة جادة للتاريخ المصرى القديم ومنهم الباحث الفرنسى بول لا نجيه الذى تفرغ لدراسة حكاية عروس النيل .

 

وخرج الباحث من دراسته بان المصريين القدماء كانوا لا يلقون بفتاة فى النيل وانما كانوا يلقون بسمكة هى اشبه بالعروس تتميز بالشعر الكثيف خلف ظهرها وراسها اشبه بكلب البحر .

 

اقرا ايضا:

تفاصيل احتفال المصريين القدماء بعيد وفاء النيل وحقيقة إلقاء عروس للاحتفال به


وكما يقول المؤرخ المصرى مختار السويفى انه اكتشف فى نهر النيل دميات من الفخار ومعنى هذا ان القاء العروس كانت خرافة ، وذلك لان الحضارة المصرية راقية.

 

واضاف السويفى أن النيل نفسه كان محل تقديس لدى القدماء حتى انهم منحوه صفة الالوهية واسموه "حابى " ويتخذ صورة رجل ذى جسم ممتلئ تظهر فيه سمات النيل له بطن كبيرة وثدى يتدفق منه الماء وهو يحمل صفات الانوثة والذكورة فى آن واحد الا انها اسطورة عاشت فى وجدان المصريين تتجدد سيرتها كل عام وتقام من اجلها الاحتفالات فى المحافظات من القاهرة إلى قنا بإقامة المهرجانات التى تتزين فيها الفتيات بالورود فى موكب كبير يضم الرقص والغناء.


الجريدة الرسمية