مباحثات مصرية - سودانية اليوم بالخرطوم.. ملفات المياه وسد النهضة والربط الكهربائي والصحة "الأبرز".. ومساعدات مصرية إنسانية وطبية
يصل الخرطوم اليوم السبت وفد مصري رفيع المستوي في زيارة رسمية للسودان لبحث التعاون في مجالات المياه والكهرباء والطاقة والصحة والتجارة والصناعة والتعليم والنقل.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتأكيد عمق العلاقات الوطيدة والروابط الممتدة التي تجمع البلدين، إضافة إلى الحرص على تعزيز مجالات الشراكة والتعاون مع مصر في جميع المناحي، بما يلبي المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين، فضلا عن بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وملف المياه وتطورات أزمة سد النهضة ومناقشة مكافحة الإرهاب.
كما من المقرر أن يشهد اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والقطاعات في إطار المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وبحث اجتماعات اللجنة العليا المشتركة فضلا عن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي خاصة الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق وجنوب السودان، وتبادل وجهات النظر بين الجانبين بشأن تلك الموضوعات وتعزيز التشاور والتنسيق في المرحلة المقبلة على الصعيدين الثنائي والإقليمي.
ويناقش الجانبان مختلف نواحى العلاقات الثنائية مع التأكيد على استمرار التعاون والتنسيق المشترك بما يعكس العلاقات التاريخية التي تجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين وضرورة المضى قدما نحو تنفيذ برامج التعاون المشترك التي تم إقرارها في الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة.
ومن المقرر التأكيد خلال اللقاء على ضرورة التكاتف بما يساهم في دفع مسيرة العمل العربى المشترك للوقوف أمام التحديات التي تواجه المنطقة وإرساء دعائم السلام والاستقرار فيها.
كما من المقرر بحث تعزيز التنسيق القائم بين الدولتين في إطار المحافل الدولية بالإضافة إلى أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقتين العربية والأفريقية فضلا عن ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومعالجة الأسباب التي تؤدي إلى تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وجاءت أبرز المعلومات عن تطور العلاقات المصرية – السودانية كالتالي:
- تتصف العلاقات السياسية بين مصر والسودان بمجموعة من الصفات التي تميزها وترسخ منها وتمنحها الصلابة في مواجهة المتغيرات في مقدمة هذه الصفات أن العلاقات المصرية السودانية علي الصعيد السياسي هي ترجمة للعديد من العوامل الأخرى المتجذرة بين البلدين، هي ترجمة لتاريخ مشترك حافل، ولحقائق الجغرافيا الطبيعية والبشرية، وهي ترجمة لروابط الشعبين التي لا يستطيع أحد في أي من البلدين القفز عليها.
- التشاور والتنسيق السياسي بين مصر والسودان يبدأ من القمة، ففي جميع الحقب والمراحل، كانت العلاقة المباشرة بين القيادتين هي الأقرب والأيسر دائماً، والطريق بين مقر الحكم في كل من القاهرة والخرطوم، لم يكن في أي وقت يحتاج إلى مراحل أخرى أو تمهيد أو وسطاء، وليس أدل علي ذلك من سجل لقاءات القمة بين مصر والسودان في السنوات الأخيرة،.
- السمة الأخرى التي تميز العلاقات بين البلدين في المجال السياسي، هي تنوع وتعدد الملفات المشتركة التي تتطلب تنسيقاً دائماً بين البلدين، ففضلاً عن العلاقات الثنائية متعددة المجالات، فإن هناك الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية التي يعد تنسيق مواقف البلدين بشأنها أمراً حيوياً لصالح الشعبين والأمة العربية والقارة الأفريقية والمنطقة بكاملها، في مقدمتها بالطبع ملف مياه النيل، التعاون بين دول حوض النهر لصالح الجميع، ملف الأمن والاستقرار في حوض البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ثم ملف التنسيق بشأن القضايا الأفريقية سواء من خلال الاتحاد الافريقي والمنظمات القارية والإقليمية الأخرى أو من خلال التعامل مع بعض القضايا المؤثرة مثل مكافحة الارهاب والتطرف وغيرها.
- في الوقت نفسه، فإن انتماء البلدين للأمة العربية ولكل منهما دور مهم فيها، يجعل التشاور وتنسيق المواقف بينها أمراً مهماً لصالح الأمة العربية وقضاياها.
- أكد رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبدالله حمدوك أن السودان يشكل موقعا رئيسا في ملف سد النهضة، ولن يسمح بحدوث أي ضرر يحدث لمصر، والسودان على علم بأهمية نهر النيل، وبالتالي فإن الموقف من سد النهضة هو نفسه موقف مصر وأن مصالحهم تتفق مع رؤية مصر للسد، وبالتالي فإنهم مؤمنون بأهمية التفاهم بين الدول الثلاث، والتفاهم يكون استراتيجيا، ومن ثمّ الاتفاق بين الدول الثلاث.
- قال رئيس الحكومة السودانية، إن مصر كانت أولى المحطات في زيارته بعد جنوب السودان، فور رئاسته الحكومة، لأن السودان ومصر شعب واحد، وتم استقباله أفضل استقبال، لافتا إلى أن التعاون مع مصر سوف يختلف عن السابق تماما، كون علاقتنا بمصر علاقة استراتيجية، وكان من أهم نتائج الاجتماع مع الرئيس السيسي هو موضوع الكهرباء، وكيفية استفادة السودان من مشروع الكهرباء في مصر.
- هناك مجالات عديدة للتعاون منها التعاون في مجالات الاستثمار والتعليم والصحة، فضلا عن موضوع الربط الكهربائي بين مصر والسودان
- يؤكد الرئيس السيسي الموقف المصري الاستراتيجي الداعم لأمن واستقرار السودان، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في مختلف الملفات محل الاهتمام المتبادل، وذلك في ظل الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل.
- أكد الفريق البرهان رئيس المجلس السيادى السودانى متانة الروابط التاريخية المتأصلة بين مصر والسودان، مشيداً في هذا السياق بالدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ومؤازرته للنجاح في المرحلة الانتقالية الراهنة، وكذلك بالجهود المتبادلة لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين .
- توافق الجانبان حول استمرار التنسيق المشترك والتشاور المكثف خلال الفترة القادمة بشأن كافة الملفات الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.
كما وصلت أمس إلى مطار الخرطوم طائرتان مصريتان تحملان مساعدات إنسانية وغذائية وطبية مقدمة من مصر في إطار الجسر الذي تُسيره مصر دعما للسودان وتعزيزا لأواصر التعاون والعلاقات بين البلدين.
وكان فى استقبال الطائرتان بمطار الخرطوم ممثلين لمجلس الوزراء السوداني واللجنة العليا للطوارئ الصحية والسفير المصري بالخرطوم وسلطة الطيران المدني .
وأشاد امجد فريد ممثل مجلس الوزراء بتميز العلاقات السودانية المصرية ووصفها بانها امتداد تاريخي بين الشعبين الشقيقين ،معربا عن امله فى ان تشهد العلاقات تطورا فى كافة المجالات بما يخدم البلدين وشعبهما .
وعبر عن تقديره وشكره للحكومة المصرية على هذه المساعدات وقال: نشكر القيادة المصرية وشعبها لدعمها للسودان وتقديم المساعدات الطبية جراء انتشار وباء كورونا وتقديم المساعدات للعالقين السودانيين .
وأكد فريد أن الشراكة مع مصر استراتيجية لافتا الى حرصه على زيارة مصر لمد جسور التواصل بين شعبي الوادي وبحث آفاق تطوير العلاقات خدمة لشعبي البلدين.
من جانبه عبر إبراهيم عدلان رئيس سلطة الطيران المدني وعضو اللجنة الطبية للطوارئ الصحية عن شكره وتقديره للحكومة المصرية لهذه المساعدات وقال
نشكر الحكومة المصرية والشعب المصري على هذا التعاون خلال هذه الحرجة التي يمر بها العالم" .
وأكد عدلان أن هذه المساعدات تأتي امتدادا لعلاقات تاريخية راسخة ومتميزة، معربا عن امله في ان تتواصل هذه العلاقة الشعبية والرسمية وصولا الى مرحلة التكامل والتعاون المشترك بين البلدين .
ومن جانبه قال السفير المصري أسامة عيسى إن هذه المساعدات تأتي في إطار دعم الشعب السوداني لمواجهة ما مر به من ظروف جوية ومناخية وسيول فى الفترة الماضية كما انها تأتي تجسيدا لروابط الإخوة ودفعا لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين .
وأكد السفير المصري حرصه على الوصول بالعلاقات السودانية المصرية إلى مرحلة التكامل وقال: " هدفنا واحد وهو الوصول بهذه العلاقات الى التكامل " ودعم اخوتنا فى السودان فى كافة المجالات" .
وأضاف السفير المصري: " نحن نستقبل شحنة اخرى من الدعم المصري لاشقائنا واخوتنا فى السودان الشقيق " مشيرا إلى أن الطائرتين تحملان مساعدات إنسانية وغذائية ومستلزمات طبية "
وكشف السفير المصري عن وصول شحنة مساعدات ستصل الخرطوم الأسبوع الحالي تشمل مساعدات إنسانية وأدوية وأجهزة طبية للكشف عن الوباء والفيروسات وغيرها ، مشيرا إلى وصول فريق طبي متخصص من 14 طبيبا من أجل الوقوف ودعم إخوتنا فى السودان فى مواجهة ما مر به من ظروف جوية ومناخية وسيول .
فى إطار تضامن مصر مع الأشقاء الأفارقة وبتوجيهـات مـن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيـس الجمهوريـة القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم المعاونة للأشقاء فى جمهورية السودان، أقلعت طائرتا نقل عسكريتين على متنهما كميات كبيرة من المواد الغذائية وألبان الأطفال، مقدمة من جمهورية مصر العربية لجمهورية السودان الشقيقة.
وتأتى تلك المساعدات تأكيداً لدور مصر الرائد تجاه الأشقاء الأفارقة، وترسيخاً لعلاقات التعاون والروابط التاريخية التى تجمع مصر بدول القارة السمراء. ومن جانبه قدم الجانب السودانى الشكر والتقدير للقيادة المصرية التى دائما ما تقف إلى جوار دول العالم فيما تمر به من كوارث وأزمات.