ذكرى رحيل محمود أبو الفتح صاحب جريدة "المصري"
يقول الصحفى محمود أبو الفتح عن نفسه: أنا صاحب جريدة المصرى، وستبقى هذه الصفة مقرونة باسمى مهما نجحت فى غير الصحافة من أعمال ومما يلزم فى دنيا السياسة من جهود.
أنا صاحب جريدة المصرى التى ولدت فى حجرى فبعثت الدم فى عروقها من دمى وأجريت الصدق على لسانها من قلبى.
وأنفقت على تربيتها وتثقيفها من حر مالى فقامت تصرخ فى سمع الدنيا منذ كانت وقفزت من مهدها لتملأ فراغ فى الصحافة العربية، لقد ربت الصحافة عندى حاسة الشم فصرت أجرى وراء الخبر، وأعدوا وراء الحقيقة.
وقد علمتنى الحوادث ان حب السبق يجب الا يطغى على تحرى الصدق ، ولعل نجاحى فى عمل هومن آثار العمل بهذا المبدأ ، وقد وقفت فى بعض الأحايين على اخبار لجريدتى اثناء عملى كسياسى فلم اخلط ابدا بين العملين واحتفظت بالاخبار لنفسى مؤمنا بأن الامانة فى الصحافة ليست مبدأ أخلاقيا فحسب ولكنها مبدأ مهنيا ايضا .وانا احب جريدة المصرى لأنها ولدت على يدى .
تخرج محمود أبو الفتح من كلية الحقوق وعمل مراسلا وكاتبا بجريدة "وادى النيل" بالإسكندرية بمرتب شهرى جنيه ونصف فكان صاحب التطور فى التحرير الصحفى فاتصل به صاحب الأهرام وطلب منه العمل معه.
حقق انفرادات صحفية فى الأهرام أهمها كانت ركوبه منطاد زبلن.. ذلك الاختراع الألمانى، ومن داخل المنطاد كان يولى الأهرام بتغطية صحفية ممتازة، ثم جاء اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وحقق انفراد بالأهرام من المعلومات التى عرفها من أصدقائه علية القوم.
وأثناء مفاوضات سعد زغلول بلندن أرسلته الأهرام لتغطية أخبارها نظرا لعلاقته الشخصية بسعد زغلول.
وعندما رحل داود بركات رئيس تحرير الأهرام توقع الجميع اختيار أبو الفتح الصحفى الأكثر شهرة فى الأهرام إلا أن اصحاب الجريدة رفضوا تولى مصرى رئاسة التحرير.
مصطفى أمين يكتب: حرية الصحافة والصحفيين
كان يجلس فى الغرفة مع أبو الفتح بالأهرام محمد التابعى وكريم ثابت اللذين تحمسا لفكرة أبو الفتح إصدار جريدة المصرى، وصدرت الجريدة وفدية ثم باع التابعى حصته فى الجريدة وكذلك ثابت وأصبحت الجريدة ملكا خالصا لأبو الفتح تقدم الرأى والرأى الآخر.
احتضنت المجلة كبار الكتاب مثل التونسى ويوسف إدريس وزكريا الحجاوى ولطفى الخولى، واتخذت الجريدة جانب اللواء محمد نجيب فى أزمة مارس وقدم محمود وحسين أبو الفتح للمحاكمة التى حكمت على محمود بعشر سنوات وعلى حسين سنة واحدة وكان محمود خارج البلاد ولم يعد حتى رحل فى الخامس عشر من أغسطس ورفض عبد الناصر دفنه فى مصر ودفنه الحبيب بورقيبة فى ليبيا.
