معديات الموت بالدقهلية تهدد حياة الأهالي والطلاب.. والمواطنون: مُتهالكة ولا تخضع للرقابة
عندما تقع عيناك على المعديات فى محافظة الدقهلية تجدها متهالكة ودون رقابة ويضطر الاهالى والطلاب لاستخدامها بالقرى لبُعد المسافات دون التفكير فى مدى المخاطر التى تنتج عنها.
وهناك الكثير من المعديات والمراكب الصغيرة التى تربط بين القرى التابعة لهذه المراكز وأيضا المحافظات الأخرى وهى عبارة عن قنابل موقوتة تهدد بسقوط العديد من الضحايا فى أى لحظة.
وتتكرر حوادث المعديات لكونها غير مطابقة لمواصفات السلامة والأمان وغير صالحة للاستخدام الآدمى بسبب عدم إجراء الصيانات الدورية لها وكم المخالفات الهائلة الموجودة بها من مخالفات لشروط المتانة والسلامة دون أى رادع قانونى وإغفال الرقابة على التراخيص والقائمين عليها, وهو ما ينذر بوقوع كوارث دامية قد يروح ضحيتها عدد لا حصر له فى مختلف المحافظات.
التقت "فيتو" ببعض المواطنين للتعرف على المعاناة التى يواجهونها أثناء رحلة المعديات.
وقال محمد رفعت أحد أبناء مدينة دكرنس إن المعديات عمرها انتهى منذ سنوات، ورغم ذلك ما زالت تعمل تحت سمع وبصر المسئولين فى حين أنها قد لا تحتمل الرحلة القصيرة التى تتم بين مركز ومركز أو من بر إلى آخر داخل نفس المركز.
وطالب المئات من أولياء أمور طلاب مدارس "حسن حماد الثانوية بنات - مدرسة دكرنس الثانوية الصناعية بنين - دكرنس الصناعية بنات" في محافظة الدقهلية، المسئولين وعلى رأسهم محافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار بالتدخل شخصياً وإنقاذ أبنائهم من كارثة حقيقية تهددهم بالغرق بعد هدم كوبري المحكمة الواصل بين منازلهم والمدارس ولجوء الطلاب والاهالي لإستخدام المعدية التى تعرضهم للهلاك.
وأشار سامى عبدالله أحد أبناء دكرنس إلى أن البحر الصغير يقسم مدينة دكرنس إلى نصفين، وتم هدم كوبري المحكمة، المستخدم فى عبور المواطنين للبر الثاني وتوقف العمل في إنشاء الكوبري وهو ما يعرض حياتهم للخطر واحتمال الغرق موضحا أن مساحة الكوبري الجديد ستبلغ 12 مترا، أي ضعف الكوبري الذي تم إزالته؛ لكن تفاجأ أهالي المدينة بتوقف العمل في الكوبري مما أثار غضب الأهالي.
وطالب أهالي عزبة العرب التابعة لمحافظة الشرقية، المسئولين بسرعة عمل كوبرى مشاة أو مشاية، بينهم وبين قرية اليوسفية التابعة لمركز بنى عبيد بالدقهلية، وذلك لتعرض أبنائهم للخطر أثناء العبور للشاطئ الآخر للوصول لمدارسهم بقرية اليوسفية.
وتدخُل عزبة "العرب" في التقسيم الجغرافى لمحافظة الشرقية، بينما تتبُع قرية اليوسفية بالدقهلية في بعض الخدمات العامة، مثل الوحدة الصحية، والكهرباء، والتعليم.
وأكد الأهالي أن المركب التي يستقلها أبناؤهم للذهاب إلى مدارسهم معرضة باستمرار إلى الغرق، الأمر الذي استدعى الطلاب لعدم ذهابهم إلى المدرسة.
وقال محمود عبدالحميد أحد أبناء قرية اليوسفية، إن «إنكار حقوق عزبة العرب أمر مخزٍ بل إنه وصمة عار على جبين الإنسانية»، لافتا إلى أن عزبة العرب ترتبط بقرية اليوسفية بجذور عميقة في التاريخ الإنسانى والنسب وتشابك أهالي" اليوسفية" و"العرب" في نواحِ الحياة والخدمات العامة والتى جعلتهم كقرية واحدة.
وأشار "عبد الحميد" إلى أن غرق المركب لمدة 4 أيام منذ فترة طويلة، حرم أطفال العزبة من حقهم في التعليم بسبب عدم وجود وسيلة للذهاب للمدرسة، مطالبًا بضرورة الاستجابة لمطالب الأهالي بإنشاء كوبرى يربط القريتين لضمان سلامة عبور الأطفال ومرونة حركتهم.
وفى مركز ميت غمر يوجد 5 معديات من بينهم اثنين مرخصين وهم "العسال ونوال والسنطين والمعصرة وكفر نعمان"وتقدر تذكرتها 2 جنيه إلى جانب 3 معديات تربط بين مدينة ميت غمر فى محافظة الدقهلية ومدينة زفتى التابعة لمحافظة الغربية وتقدر قيمتها بـ100 قرش.
إلا أن عدسة "فيتو" رصدت إحدى المعديات "معدية المغربى" غير المرخصة والتى لا تعلم عنها الجهات الأمنية والتنفيذية والتى تربط بين عزبة المغربى وكفر الشراقوة التابعين لمركز أجا "الرياح التوفيقى" وتقع على الطريق السريع ميت غمر أجا.
وطالب الأهالى المسئولين بمراقبة المعديات باستمرار حفاظا على ارواح المواطنين والأطفال والطلاب من أبناء القرى التى يضطر أهاليها إلى استخدام المعديات والتطهير المستمر للمجرى المائى.
فيما أكد محافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار أن هناك تفتيش مستمر على المعديات من قبل المحافظة وشرطة المسطحات والإنقاذ النهرى والطرق والرى، مشيرا إلى وجود حملات تفتيشية عليهم من قبل الجهات المنوطة بالمحافظة بالإضافة إلى الحملات التفتيشية الخارجية.