أبو الغيط: الحاضنة الأساسية للبنان عربية.. إعلان القاهرة يحقق المسار السياسي للقضية الليبية.. واليمن الأزمة الأخطر عالمياً
أزمات متتالية تعصف بالمنطقة العربية، تحمل في باطنها الكثير من التداخلات والتشابكات، ما يجعلها عصية على الحل في بعض الأحيان، وهو ما يحاول تفسيره القادة السياسية ورجال الدبلوماسية العربية البارزين، ولعل أهمهم وأبرزهم السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، الذي مع كل حدث جلل تشهده المنطقة يتجه العالم العربي إليه.
انفجار لبنان
وفي حادث انفجار لبنان قال السفير أحمد أبو الغيط، إن الجامعة تواصلت مع القيادات السياسية اللبنانية سواء في الحكم
أو المعارضة، على استعداد للمساهمة الفعلية في التحقيق في ملابسات وقوع انفجار
مرفأ بيروت مطلع الشهر الجاري، بهدف استجلاء الحقائق، ولا يجب أن يكون التحقيق
موضعًا لاستقطاب جديد، فمستقبل هذا البلد لابد أن يبنى على الشفافية.
وأكد «أبو الغيط» في حوار لجريدة الأهرام
اليوم الجمعة، إن الحاضنة الأساسية للبنان عربية، واللبنانيون بمختلف انتماءاتهم
يدركون هذه الحقيقة التاريخية والجغرافية الثابتة، والتضامن العربي في الكوارث لا
يحتاج لبيان، وإنما كل ما تفعله الجامعة العربية هو "مأسسة" هذا
التضامن، بحيث يكون ذو طابع استراتيجي وليس موسمي.
اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن المشكلة في لبنان الآن تتعلق
بالدولة الوطنية نفسها، ولاسيما أن المنظمة العربية عانت من الاستقطاب والحرب، ولم
تكن بعيدة عن الحروب والأزمات، فاليوم الأزمة مركبة وشاملة، لأنها ليست حصيلة صراع
واحد مثل " الصراع العربي الإسرائيلي" أو حربًا واحدة مثل " الحرب
العراقية الإيرانية" وإنما نتيجة مجموعة صراعات متداخلة تتغذى على نزعات دينية
وطائفية ، معادية لأي معنى عرفناه للانتماء للعروبة.
وأفصح الأمين العام للجامعة العربية، عن
مخاوفه على لبنان، مؤكدًا أن الوضع هشًا للغاية، في ظل غضب الشارع اللبناني، بداية
من الأزمة الاقتصادية منذ شهور والشلل السياسي ، ليتأجج الغضب بعد كارثة انفجار
المرفأ.
وعن احتمالية إعادة سيناريو الحرب الأهلية
اللبنانية مرة أخرى، أشار إلى أن لبنان بلد لدية خبرة مع الحرب الأهلية، ويعرف
تداعياتها المؤلمة، لذلك عندما يصل الاستقطاب الى الحافة يتم كبحه حتى لا ينزلق إلى الهوة
السحيقة للاقتتال الأهلي، وقال: لكن لا أحد يعرف إلى أي متى سيستمر هذا الوضع، ولا سيما
أنه غير مطمئن وقابل للانفجار، إذا لم تتدارك الطبقة السياسية بسرعة هذا الغضب
الشعبي، وتعيد ترتيب أوراقها وتراجع نهجها بشكل جوهري، وربما تمثل استقالة الحكومة
بداية لهذه المعالجة.
وشدد على أهمية مبادرة " حياد
لبنان" التي يتبناها البطريرك بشارة، والتي تؤمن بها قوى مختلفة داخل لبنان،
لإنقاذه من حالة الاستقطاب الإقليمي التي ستقضي عليه، وقال: من الأهمية البالغة أن
تدخل طور التطبيق الفعلي فالحياد فيه نجاة حقيقية لهذا البلد.
ليبيا
وفيما يتعلق بالتدخلات التركية في ليبيا، أكد
أن كل التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، غير شرعية، ومخالفة لقرارات مجلس الأمن،
وموقف الجامعة العربية واضح في رفضه وإدانته للتدخلات التركية فى الشئون الداخلية
للدول العربية، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ولا يمكن أن تقبل بالانتهاك
التركي لسيادة الدول العربية.
وأكد
«أبو الغيط» أن الأولوية الآن لتثبيت وقف
إطلاق، والوصول إلى اتفاق رسمي بإيقاف القتال بين حكومة الوفاق والجيش الوطني
الليبي تحت رعاية وإشراف أممي.
وعن التسوية السياسية، أكد أن هناك مبادرات مطروحة لحلحلة الأزمة على المسار السياسي، لعل أخرها «إعلان القاهرة» الذي أطلقه الرئيس السيسي، قائلا:" ندعو الليبيين إلى الانخراط بجدية في كل جهد، في الوصول إلى اتفاق وطني، يفضي إلى تشكيل سلطات شرعية ممثلة، وتمهيد الأرضية لانتخابات رئاسية وتشريعية، يرتضي الجميع بنتائجها.
اليمن
كما ان اليمن من أهم الملفات تعقيدًا، حيث وصفه «أبو الغيط» بالمثير للأسى، قائلا:" 80% من اليمنيين يعيشون على المساعدات الغذائية ونصف الشعب على حافة المجاعة، فهي الأزمة الأخطر عالميًا حتى الآن، والمبعوث الأممي يسعى بصورة أمينة لصياغة حل سياسي ولكن المشكلة تكمن في القرار الحوثي المختطف والمسيطر عليه من طهران.