25 عاما على رحيل أول سيدة تحصل على عضوية نقابة الصحفيين
كسرت القاعدة والتحقت بمهنة البحث عن المتاعب واستمرت فى مهنتها أكثر من ستين عاما حتى رحيلها فى مثل هذا اليوم 13 أغسطس 1995.
استمرت الصحفية والكاتبة أمينة السعيد فى الكتابة حتى آخر اسبوع فى حياتها وكانت آخر كلماتها (أفنيت عمرى كله من أجل المرأة ، أما الآن فقد هدنى المرض وتنازلت النساء عن الكثير من حقوقهن فصارت ضعيفة ولا خلاص لها إلا بالنضال والأمل).
نشأت أمينة السعيد وتربت التى ولدت عام 1914 وتعلمت على يد محررة المرأة هدى شعراوى، فى زمن كان خروج الفتاة للتعليم والعمل عيبا فقد حرمن الفتيات من التعليم ومن الاختلاط إلا أن والدها الطبيب تبنى رعايتها بالفكر غير الرجعى فذهبت الى الجامعة لتكون من أوائل الفتيات اللاتى التحقن بكلية الآداب عام 1931 وحصلت على الليسانس فى اللغة الإنجليزية عام 1935.
تولت الدعاية إلى تحرير النساء من القيود الشرقية التى تسلب المرأة حقوقها فذهبت إلى النوادى وارتدت الشورت ولعبت التنس وثار بعض رجال الدين عليها ووصفوها بالداعية إلى الانحلال حيث هاجمت ارتداء الحجاب.
تميزت أمينة السعيد بالجرأة والنظرة الثاقبة، فهى صاحبة الصوت العالى ضد المتطرفين والمتعصبين الذين يقسمون المجتمع إلى رجال ونساء.
وعندما شاركت فى ندوة لأمير الشعراء أحمد شوقى لمناقشة مسرحيته الشعرية "مجنون ليلى" وهى طالبة بالجامعة خرجت الصحف فى اليوم التالى تكتب (وداعا للحياء، لأن فتاة جامعية تشارك فى الحديث عن مجنون ليلى).
تعرفت أثناء الجامعة على زميلها مصطفى أمين الذى توسط لها لدى الصحفى محمد التابعى الذى نشر لها بعض القصص الاجتماعية بمجلة آخر ساعة.
أما كروان الإذاعة محمد فتحى فقد اختارها للعمل بالإذاعة فى برامج تروى فيها القصص التى كانت تترجمها إلى الإنجليزية.
عملت السعيد وهى طالبة فى مجلات الأمل والشرق باسم مستعار وبعد التخرج كانت أول مجلة عينت فيها براتب ثابت كصحفية هى مجلة المصور حيث قامت بتحرير باب اسألونى الذى انتقل معها إلى مجلة حواء لتقدم الباب طيلة أكثر من أربعين عاما رصدت من خلال هذا الباب أهم المتغيرات فى المجتمع المصرى، حيث اختارها جورجى زيدان كأول رئيسة تحرير لمجلة مصرية هى "حواء " عام 1954، ومن خلالها طالبت بحرية المراة ومنحها كافة حقوقها السياسية وتعديل قوانين الأحوال الشخصية.
أمينة السعيد تكتب: جباية الزكاة وعلاقتها بالضرائب
كانت الصحفية أمينة السعيد أول صحفية تحصل على كارنيه عضوية نقابة الصحفيين، وانتخبت عضوة وشغلت منصب وكيل نقابة الصحفيين عام 1959، أيضا كانت أول رئيسة تحرير لمجلة المصور بعد خروج فكرى أباظة إلى المعاش ثم رأست مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال.
من مؤلفات السعيد "آخر الطريق، الكهف الكبير ، وجوه فى الظلام، مشاهداتى فى الهند ،من وحى العزلة".
كرمها الرئيس جمال عبد الناصر بوسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1963 ووسام الجمهورية عام 1970، وكان آخر تكريم لها يوم الصحفى عام 1981 قبل وفاة السادات بأيام.