رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تشكك أوروبا وأمريكا ومنظمة الصحة العالمية في لقاح كورونا الروسي؟

لقاح كورونا الروسي
لقاح كورونا الروسي - صورة أرشيفية

منذ لحظة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الماضي تطوير بلاده أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، وتستمر الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية والعديد من المؤسسات الطبية في التشكيك في هذا المصل.



اللقاح الروسي
أكد وزير الصحة الروسي أمس الأربعاء أنه سيتم خلال أسبوعين إنتاج الكمية الأولى من اللقاح الروسي لفيروس كورونا الجديد.

وكان فلاديمير بوتين أعلن الثلاثاء أن بلاده طوَّرت أول لقاح ضد فيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد-19، مشيرًا إلى أن 20 دولة طلبت الحصول على اللقاح الروسي.

وقال الرئيس الروسي: إن بلاده طوَّرت أول لقاح ضد فيروس كورونا الجديد، مؤكدًا أنه يوفر "مناعة مستدامة".

وأشار الرئيس الروسى إلى أن أول لقاح لكوفيد 19 يشكل خلايا مستقرة ومناعة من الأجسام المضادة، وقال: "أعلم هذا جيدًا لأن واحدة من ابنتي حصلت على اللقاح، وبذلك هى شاركت فى الاختبار".

وأوضح بوتين أنه بعد أول حقنة من لقاح كورونا، كانت درجة حرارة ابنته 38 درجة، وفى اليوم التالى ارتفعت الحرارة قليلًا عن المعدل الطبيعي 37 درجة، مضيفًا: "وبعد الحقنة الثانية، أصيبت بارتفاع طفيف فى درجة الحرارة، ثم أصبح كل شيء على ما يرام، وهى تشعر أنها بصحة جيدة، ولديها عدد مرتفع من الأجسام المضادة".

وكانت موسكو أكدت في وقت سابق من يوم الثلاثاء الماضي، أنها ستبدأ إنتاج لقاح كورونا الروسي، في سبتمبر المقبل.

وأطلقت الشركة الروسية المنتجة للقاح ضد فيروس كورونا، اسم "سبوتنيك v"، وتم اختيار هذا الاسم نظرًا لما يحمله من رمزية لأن أول قمر صناعي روسي حمل اسم "سبوتنيك" وتم إطلاقه عام 1957.

تشكيك دولي

أعلنت العديد من الدول والمؤسسات الطبية المختلفة، عن شكوكها حيال اللقاح، ومن بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بنوعية وفاعلية وسلامة اللقاح الروسي، حيث أعرب وزير الصحة الألماني ينس شبان، عن قلقه من عدم اختبار اللقاح بشكل صحيح.

وقال "شبان": "قد يكون من الخطير البدء بتحصين الملايين من الناس في وقت مبكر للغاية، لأنه قد يوقف إلى حد كبير قبول فاعلية التطعيم إذا حدث خطأ".

وأضاف: "بناءً على كل ما نعرفه لم يحدث اختبار لذلك بشكل كافٍ، الأمر لا يتعلق بأن تكون الأول بقدر ما يتعلق بالحصول على لقاح آمن".

فيما قالت الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية في مرسيليا إيزابيل إمبرت: إن الوعد بالحصول على الشفاء مبكرًا جدًا قد يكون "خطيرًا للغاية"، ولا نعرف منهجية أو نتائج تجارِب روسيا الطبية.

ومن جهته، قال وزير الصحة الأمريكي: إن المساعي لتطوير لقاح مضاد لكورونا ليست سباقًا على المركز الأول، مضيفًا: "نسعى لتقديم لقاحات آمنة وفعَّالة في أسرع وقت ممكن لمواطني الولايات المتحدة وشعوب العالم أيضًا".

كما حثت جمعية منظمات التجارب الطبية "أكتو" ومقرها موسكو، والتي تمثل أكبر شركات الأدوية في العالم في روسيا، وزارة الصحة على تأجيل الموافقة إلى ما بعد المرحلة الثالثة من التجارِب.

وقالت المديرة التنفيذية للجمعية سفيتلانا زافيدوفا: إن قرار إجراء تحصين شامل اتخذ بناء على اختبارات المرحلتين الأولى والثانية على 76 شخصًا، ومن المستحيل تأكيد فاعلية الدواء على هذا الأساس.

ومن جانبها، علقت منظمة الصحة العالمية، بحذر على إعلان روسيا، التوصل للقاح ضد كورونا، مذكرةً بأن "المرحلة التي تسبق الترخيص، والترخيص للقاح، يخضعان لآليات صارمة".

ولم تنشر روسيا حتى الآن دراسة مفصلة عن نتائج التجارِب التي سمحت لها بتأكيد فاعلية اللقاح.

وكانت منظمة الصحة العالمية أبدت شكوكًا خلال الأسبوع الماضي، بعد إعلان روسيا أن لقاحها على وشك الإنجاز، مذكرةً بأن أي سلعة دوائية "يجب أن تخضع لكل الاختبارات والفحوص الضرورية قبل أن يصادق على استخدامها"، وأشارت إلى أنها لم تتلق أي شيء رسمي من روسيا.

عدم توافر المعلومات

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، لم يتمكن حتى الآن أي عالم من الحكم على فاعلية الدواء بشكل مستقل، حيث إن جميع المعلومات تأتي من الجهات الروسية.

ونقلت الوكالة، عن عالم الفيروسات بمعهد "برنهارد نوخت" لطب المناطق الحارة يوناس شميدت شاناسيت، قوله إنه "متحفظ للغاية على الموافقة بطرح هذا اللقاح، فحتى الآن لا توجد بيانات منشورة عنه، وهذا أمر يمثل صعوبة كبيرة".

وتعد المشكلة الكبرى بحسب الخبراء هي الموافقة على طرح اللقاح دون الانتهاء من مرحلة الاختبارات السريرية، وهو الأمر الذي يخالف البروتوكول الطبي المتعارف عليه في تطوير اللقاحات.

الجريدة الرسمية