فريد الأطرش ينعى "أبو الاقتصاد" طلعت حرب
اكتسب طلعت حرب فى حياته صداقة السياسيين والمفكرين والفنانين والأدباء ومنهم عبد الوهاب وأم كلثوم وفكري أباظة وفريد الأطرش ويوسف وهبي ونجيب الريحاني وغيرهم ، وعندما رحل فى 13 أغسطس 1941 نشرت مجلة الهلال كلمات كتبها بعض الفنانين والكتاب في رثاء أبو الاقتصاد طلعت حرب.
كتب المطرب فريد الأطرش يقول: امتاز الفقيد بجرأة لا مثيل لها وإقدام لا نظير له وقلب من حديد مؤمنا بأفكاره في سبيل التطوير والبناء ، وحدث أن دعاني طلعت باشا حرب إلى عزبته بالقناطر الخيرية ولم يكن طلعت حرب أي باشا من ذلك العهد لكنه كان مؤسس النهضة الاقتصادية وحامل لواء الثقة بالعقل المصرى والروح المصرية والكفاءة المصرية ، وهو الذي عهد إلى السيدة بديعة مصابني وبدأنا جميعا مشوارنا الفني عندها في كازينو الأوبرا لتديره لخدمة الفن والفنانين وكان من زواره ومرتاديه فى ذلك الوقت الأديب نجيب محفوظ والأستاذ توفيق الحكيم ، وفيه تعرفت على أول خطوات الفن.
وهو الذي أنشأ استوديو مصر معقلا لصناعة السينما وفى يده ولا شك مفاتيح المجد ووثائق الخلود لكل فنان وفنانة فى مصر والوطن العربى.
وكان تخمينى أنا وشقيقتي أسمهان لسر دعوته لنا صادقا وقدرنا أنه يريدنا لحفلة ، وقد حدث وقال لنا أنا فى الفيلا غدا وأريد أن أسمع شيئا جديدا ، حضرنا فى الميعاد واستدعينا فرقة موسيقية ظلت معنا طول الليل فى تدريبات متواصلة على قديم الأغانى وجديدها ، فقد كنا نقدر صداقة طلعت حرب التى كانت فاتحة خير وطريق مجد وليد علينا ، حيث قدمنا معه أول أفلامنا انتصار الشباب .الذى أخرجه أحمد بدرخان.
إصدار مرسوم ملكي لإنشاء شركة مصر للتياترات عام 1925
وكتب جورج أبيض يقول : ثمار الفكر وثمار الفن جناحان لرجل الاقتصاد الأول يحلق بهما فى سماء الثورة العملية لدعم الثورة الشعبية.
وكتب الصحفي فكري أباظة يقول :خلف لنا الفقيد ثروة أدبية ومادية ملأت البر والبحر والجو ، وربطت بين مصر والشرق ، وبين مصر والإسلام ، ولئن كانت هذه الثروة فى نظر البعض مرهقة ببعض الديون فمن واجب الورثة أن يصونوها ويدعموها ويبعثوها من جديد ، فقد قضى الرجل نحبه فكان لابد أن يطمئن على ميراثه العظيم الذى خلفه .