"جمجوم وبم بم".. فانتازيا وكوميديا جديدة على الشاشة المصرية
تُعرض منصة "شاهد.نت" التابعة لمجموعة MBC المسلسل الكوميدي "الشركة الألمانية لمكافحة الخوارق: جمجوم وبم بم" خلال هذه الفترة، ويعتبر مسلسل جديد من نوعه على الشاشة المصرية والعربية، حيث يناقش عدد من الظواهر الخارقة ولكن بشكل كوميدي.
محمد عبد الرحمن "جمجوم" ومحمد سلام "بم بم" هما صديقان منذ الطفولة، أحدهما أصبح دكتور في علم الفلك، والثاني لم يحصل على الثانوية العامة ويقضي كل وقته في كتابة السيناريوهات، وذلك في نادي الفيديو الذي ورثه عن أبيه ولم يغلقه أو يحاول تجديده بالرغم من التقدم والتكنولوجيا التي أصبحنا عليها وانتهاء عصر الفيديو.
ويقرر الثنائي ومعهما "إخلاص الفيل"، التي تقوم بدورها ميرنا جميل، أن ينشأ شركة متخصصة في مكافحة الظواهر الخارقة لكسب المال، إعتماداً على خبرات جمجوم في الفلك وعلم الماورائيات، ويساعده الثنائي في تحركاته، خاصة بم بم الذي يعتمد عليه جمجوم بشكل تام في حين يحاول الثنائي التخلص من إخلاص في كل مهمة جديدة.
وتزداد الكوميديا مع تأسيس الشركة ولجوء البعض إليهم لحل مشاكلهم الخارقة، وفي كل مرة يقابلون ظاهرة خارقة، مرة يقابلون أشباح، ومرة أخرى يقابلون باب سحري ينقلهم لزمن آخر، ومرة ثالثة يقابلون مصاص دماء، ومرة يتعاملون مع لعنة فرعونية، وفي كل مرة تجد كوميديا مختلفة.
وأحداث المسلسل متناسقة ومترابطة وربما يعود السبب في ذلك إلى عدم زيادة حلقاته والاعتماد على المط والتطويل الذي أصبحت تعاني منه الدراما المصرية مؤخراً، فالمسلسل يتكون من 15 حلقة فقط، أضف لذلك اعتماد مؤلفينه كريم صقر، كريم يوسف، محمد عز الدين وإبراهيم خطاب، على كوميديا الموقف التي تولدت من أحداث المسلسل وليس اعتمادهم على إفيهات محروقة أو متداولة على مواقع السوشيال ميديا، وهو ما جعل المسلسل مختلف وجديد بالنسبة للجمهور.
ومن حيث الإخراج فقد نجح المخرج إسلام خيري في تقديم صورة مختلفة وغير معتادة لعين المشاهد، الأمر لم يكن إختراع ولم يكن به شيء جديد، ولكنه رسم الصورة المناسبة لما يمكن أن يراه المشاهد حول تلك الشخصيات الهزلية، سواء في حياتهم الخاصة أو في عملهم، فهم شخصيات عشوائية وكذلك حياتهم، لذلك فالصورة هنا تنقل واقعهم، ولم يحمل المخرج المسلسل أكثر مما يحتمل ولم يحاول إظهار تفاصيل كثيرة بدون داعي واكتفى بإظهار كل شيء بشكل طبيعي.
وتقوم فكرة المسلسل على وجود ضيوف شرف كل حلقتين أو ثلاثة وهم أبطال كل قصة مختلفة، منهم أحمد السعدني، أوس أوس، محمد ثروت، بيومي فؤاد، هشام ماجد، شيكو، آيتن عامر، أحمد فتحي، شيماء سيف، رجاء الجداوي، محمد جمعة، ياسر الطوبجي، عارفة عبد الرسول، وقد كان ظهور كل منهم إضافة للمسلسل وتم استغلالها بالشكل الأمثل ولم يكن هناك أي ظهور غير مناسب لمجرد إستغلال إسم النجم فقط، حتى الفنانين الذين تمت الاستعانة بأصواتهم فقط في قصة العفاريت أو في قصة العرائس الملعونة فقد كانت أصواتهم مناسبة أيضاً ولم يتم اختيارهم مجاملة.
أما الرباعي الأساسي في القصة فقد كانوا مناسبين وكأن الأدوار تم كتابتها لهم بشكل خاص، محمد محمود الفنان الكوميدي الكبير، الذي يقوم بدور "أبو النجوم" والد الدكتور جمجوم، كان لوجود أثر كبير في زيادة حجم الكوميديا في المسلسل، وكان ظهوره كل مرة على الشاشة بمثابة استراحة من القصة الأساسية وتطعيم الحلقات بمزيد من الكوميديا والضحك ولكن ليس بشكل منفصل عن القصة الأساسية.
ميرنا جميل كان دورها أصغر من المتوقع ولكنه كان جديداً عليها وأدته بشكل جيد، ومحمد سلام مازال يثبت عام بعد الأخر وعمل وراء الآخر أنه طاقة كوميدية متجددة لا تنبض، لا يكرر نفسه ولا يعيد تقديم ما سبق وفي كل عمل تجده بشكل مختلف وإفيهات جديدة، وهو أصبح ناضجاً بالشكل الذي يؤهله لأن يتحمل مسئولية عمل كوميدي كامل بمفرده.
ومحمد عبد الرحمن "توتة" خلع عباءة مسرح مصر في هذا العمل وتمكن من تقديم نفسه للجمهور كممثل كوميدي حقيقي، لم يستعن بأي مما قدمه سابقاً، لا الصوت الرفيع المميز له في كل أدواره السابقة ولا البلاهة التي كانت تصيبه في معظم أدواره ولا حتى الشكل الخارجي، غيّر محمد عبد الرحمن كل شئ ليظهر "جمجوم" كشهادة ميلاد جديدة له في الوسط الفني تعطيه دافع كبير ليكمل مشوار البطولة.
وبشكل عام المسلسل كوميدي عائلي، يمكن تقييمه تقييمات مختلفة ولكنك لن تعطيه أقل من 6 من 10 في كل الأحوال وربما تزيد النسبة حسب تقبلك له، يحتوي على كوميديا مختلفة وقصص جديدة على الدراما الكوميدية المصرية، وأتوقع أنه يكون بداية جديدة لكل أبطاله.