د. أحمد عبد الرحمن يكتب: معتصمون ولكن!! (1)
لقد ساهمت الأصول
العشرون فى عزل الإخوان عن المجتمعات، سواء على مستوى الأفكار والتصورات أو على
مستوى العمل والتطبيق، فصار الإخوان مجموعة من الأسر فى مقابل الأسرة المسلمة فى
المجتمعات، كما كونوا مجموعة من الشُّعب فى مقابل التقسيمات الإدارية فى البلاد،
وكذلك على مستوى المحافظات ثم الشورى ثم الإرشاد، صارت جميعها تسير موازية لنظام
المجتمعات.
وتنبه المجتمع على وجود كيان مواز وفكر مواز وهيئات موازية بل وجيش موازٍ وأجهزة استخبارات كذلك، وهنا مكمن الخطر، حيث انعزل الإخوان فكريا بأصولهم، وواقعيا بتنظيمهم، وان كانوا يتعاملون مع المجتمع، وبدأ الصراع بين كيان الأمة وتراثها، وكيان الجماعة بأفكارها، لقد سعى الإخوان ومن على شاكلتهم عبر مراحلهم كلها لترسيخ هذا التمايز وهذه الفرقة، وكان التحيز واضحا لفكر وكيان الجماعة، ويتجلى ذلك قويا فى اعتصام الإخوان وأنصارهم وحلفائهم فى رابعة والنهضة.. ونوضحه فى عدة نقاط، رأيناها خطايا خطيرة وقع فيها الإخوان وأشياعهم، وأسرعت بهم إلى الأزمة بدلا من أن تساعدهم أصولهم وقياداتهم للخروج منها:
- كان فض اعتصام رابعة والنهضة بالقوة من قبل الحكومة المصرية بعدما استمر مايقارب الشهرين دون أى بارقة أمل فى إنهائه من قبل المعتصمين أنفسه ، وبعد جولات من المحاورات والوساطات والمبادرات باءت جميعها بالفشل الذريع، وبحضور إعلامى وحقوقى تمت عملية الفض بالقوة، وحدثت خسائر كبيرة فى الأرواح والأشياء، والتقطت الصور والأفلام وطار بها الناس شرقا وغربا، وقدمت إلى جهات خارجية ودولية، وفى كل عام تتكرر الذكرى ويعرضها كل فريق من زاويته التى رآها، واعتبرها أقوام كربلاء جديدة يستقبلونها بالنواح والصراخ والعويل، ورضي الله عن الإمام الحسين وآل بيته الاطهار، أصدق الناس حديثا وأطهرهم قلوبا وأزكاهم نفوسا وأعدلهم حكما وتصورا.
ولكن "فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا، وان يأتهم عرض مثله يأخذوه، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتب ألا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا مافيه" ؟!
ومن تتبعى المتواضع لمجرى الأحداث يمكننى رصد مجموعة من الأخطاء والتجاوزات التى وقع فيها المعتصمون قبل وأثناء وبعد اعتصامهم ، مما أسلمهم الى نهايتهم الأليمة ، هذة التجاوزت يمكن رصد رؤوسها فى عدة نقاط:
الأولى: انفصالهم بمطالبهم وطموحاتهم عن طموحات وتطلعات الشعب؛ مما أشعر الكثيرين بان الأنشودة الوطنية المعروضة وقتها غير متناغمة الايقاع ولامتناسقة الكلمات، ففى الوقت الذى يحلم الشارع بالعيش والحرية والكرامة الانسانية، سمعنا جماعات الاعتصام ومجموعاتها ينادون بشعارات دينية وفقط ، وبرغم عدم اعتراضنا على الدين ولا التدين الصحيح، الا أن الفرد والمجتمع والدولة يعيشون جميعا بالجمع بين الدين والدنيا.
بل ان الجمع بين التوأمين - الحياة والايمان- هو الدين الصحيح والتدين الحق، فرأينا الميادين مملوءة باللحى والنقاب، والقصر الرئاسى مكتظا بالجلابيب والغطر، وجلسوا يأكلون على الأرض ، ويناول بعضهم بعضا الطعام فى فمه، ليس لأن أحدهم كريم والثانى محتاج أو معوز، ولكن لأن أحدهما يتصنع والثانى يتسكع، وكلاهما لايأكل من ماله ولامال أبيه...
لقد أعطت هذه التصرفات انطباعا للناس أن القائمين يعيشون فى العصور الأولى من التاريخ ، وأنهم أمام دولة الدراويش، المنفصلة عنهم حسا ومعنى.
ورسخ من هذا الشعور صيحات مثل "مصر دولة اسلامية"، وكذلك عبارات " فسطاط الايمان وفسطاط النفاق "، ومليونية " الشريعة والشرعية"، وعبارات "لقد أصبح لدينا رئيس يصلى - يقرأ القرآن" - وكأن من كان قبله لم يكونوا يصلون ولم يفتحوا مصحفا يوما، ونسى هؤلاء حاجة الناس الى من يعمل بالقرآن أكثر من حاجتهم الى مجرد القراءة له، الى غير ذلك من التصرفات والعبارات التى تصب جميعها فى هذا المصب النفصال عن آمال وطموحات وحاجة المواطن والوطن..
وتنبه المجتمع على وجود كيان مواز وفكر مواز وهيئات موازية بل وجيش موازٍ وأجهزة استخبارات كذلك، وهنا مكمن الخطر، حيث انعزل الإخوان فكريا بأصولهم، وواقعيا بتنظيمهم، وان كانوا يتعاملون مع المجتمع، وبدأ الصراع بين كيان الأمة وتراثها، وكيان الجماعة بأفكارها، لقد سعى الإخوان ومن على شاكلتهم عبر مراحلهم كلها لترسيخ هذا التمايز وهذه الفرقة، وكان التحيز واضحا لفكر وكيان الجماعة، ويتجلى ذلك قويا فى اعتصام الإخوان وأنصارهم وحلفائهم فى رابعة والنهضة.. ونوضحه فى عدة نقاط، رأيناها خطايا خطيرة وقع فيها الإخوان وأشياعهم، وأسرعت بهم إلى الأزمة بدلا من أن تساعدهم أصولهم وقياداتهم للخروج منها:
- كان فض اعتصام رابعة والنهضة بالقوة من قبل الحكومة المصرية بعدما استمر مايقارب الشهرين دون أى بارقة أمل فى إنهائه من قبل المعتصمين أنفسه ، وبعد جولات من المحاورات والوساطات والمبادرات باءت جميعها بالفشل الذريع، وبحضور إعلامى وحقوقى تمت عملية الفض بالقوة، وحدثت خسائر كبيرة فى الأرواح والأشياء، والتقطت الصور والأفلام وطار بها الناس شرقا وغربا، وقدمت إلى جهات خارجية ودولية، وفى كل عام تتكرر الذكرى ويعرضها كل فريق من زاويته التى رآها، واعتبرها أقوام كربلاء جديدة يستقبلونها بالنواح والصراخ والعويل، ورضي الله عن الإمام الحسين وآل بيته الاطهار، أصدق الناس حديثا وأطهرهم قلوبا وأزكاهم نفوسا وأعدلهم حكما وتصورا.
ولكن "فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا، وان يأتهم عرض مثله يأخذوه، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتب ألا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا مافيه" ؟!
ومن تتبعى المتواضع لمجرى الأحداث يمكننى رصد مجموعة من الأخطاء والتجاوزات التى وقع فيها المعتصمون قبل وأثناء وبعد اعتصامهم ، مما أسلمهم الى نهايتهم الأليمة ، هذة التجاوزت يمكن رصد رؤوسها فى عدة نقاط:
الأولى: انفصالهم بمطالبهم وطموحاتهم عن طموحات وتطلعات الشعب؛ مما أشعر الكثيرين بان الأنشودة الوطنية المعروضة وقتها غير متناغمة الايقاع ولامتناسقة الكلمات، ففى الوقت الذى يحلم الشارع بالعيش والحرية والكرامة الانسانية، سمعنا جماعات الاعتصام ومجموعاتها ينادون بشعارات دينية وفقط ، وبرغم عدم اعتراضنا على الدين ولا التدين الصحيح، الا أن الفرد والمجتمع والدولة يعيشون جميعا بالجمع بين الدين والدنيا.
بل ان الجمع بين التوأمين - الحياة والايمان- هو الدين الصحيح والتدين الحق، فرأينا الميادين مملوءة باللحى والنقاب، والقصر الرئاسى مكتظا بالجلابيب والغطر، وجلسوا يأكلون على الأرض ، ويناول بعضهم بعضا الطعام فى فمه، ليس لأن أحدهم كريم والثانى محتاج أو معوز، ولكن لأن أحدهما يتصنع والثانى يتسكع، وكلاهما لايأكل من ماله ولامال أبيه...
لقد أعطت هذه التصرفات انطباعا للناس أن القائمين يعيشون فى العصور الأولى من التاريخ ، وأنهم أمام دولة الدراويش، المنفصلة عنهم حسا ومعنى.
ورسخ من هذا الشعور صيحات مثل "مصر دولة اسلامية"، وكذلك عبارات " فسطاط الايمان وفسطاط النفاق "، ومليونية " الشريعة والشرعية"، وعبارات "لقد أصبح لدينا رئيس يصلى - يقرأ القرآن" - وكأن من كان قبله لم يكونوا يصلون ولم يفتحوا مصحفا يوما، ونسى هؤلاء حاجة الناس الى من يعمل بالقرآن أكثر من حاجتهم الى مجرد القراءة له، الى غير ذلك من التصرفات والعبارات التى تصب جميعها فى هذا المصب النفصال عن آمال وطموحات وحاجة المواطن والوطن..