الدين والانتخابات الرئاسية الأمريكية.. ترامب يغازل اليهود وبايدن يخاطب المسلمين
يبدو أن الأحزاب السياسية الأمريكية بدأت في استخدام الدين من أجل تحقيق مكاسب سياسية وجني مزيد من الأصوات الانتخابية، فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها في نوفمبر المقبل، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن في مغازلة الطوائف الدينية المختلفة داخل الولايات المتحدة.
ترامب واليهود
لم يخفي ترامب منذ بدء ترشحه
للانتخابات الرئاسية الأمريكية، محاباته لليهود، إذ قال في تصريحات سابقة إنه
"أكثر رئيس صديق لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، مشددا على أنه خلافا عن
أسلافه يفي بوعوده مع اليهود.
كما ظهر ذلك في سياسات أمريكا الخارجية،
ففي فترة رئاسة ترامب أصبحت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالقدس المحتلة كعاصمة
لدولة الاحتلال منذ إعلان تأسيسها المزعوم في عام 1948، بالإضافة إلي نقل سفارة
واشنطن إليها من تل أبيب.
وأعرب ترامب عن قناعته التامة بدعم
الناخبين اليهود له في انتخابات الرئاسة العام المقبل، موضحا أنهم حتى لو لم يكن
بعضهم من أشد مؤيديه، فإنهم سيصوتون له بغية "حماية ثروتهم".
وقال الرئيس الأمريكي ايضا، إن اليهود
الأمريكيين الذين يصوتون للحزب الديمقراطي يُظهرون "إما افتقادهم التام
للمعرفة، وإما انعداما شديدا للولاء".
ومؤخراً أعلن ترامب عن "صفقة
القرن" والتي تضمن استمرار سيطرة الاحتلال على معظم أراضي الضفة الغربية التي
احتلتها عام 1967، بالإضافة إلى ضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى
دولة إسرائيل وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت سيادة تل أبيب.
وبحسب خطة ترامب، ستكون للدولة
الفلسطينية التي ستقام بموجب الخطة عاصمة تحمل اسم القدس في أي مكان آخر لكن لا
علاقة له بمدينة القدس، التي ستبقى موحدة وتحت سيطرة الاحتلال وعاصمة له، وستضم
العاصمة الفلسطينية بعض الضواحي النائية من القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل
عام 1967.
فيما يتعلق بالحرم الشريف في القدس
فسيبقى الوضع كما هو عليه، وستواصل دولة الاحتلال حماية الأماكن المقدسة في القدس
وضمان حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود والديانات الأخرى، وذلك علي حد
قولهم.
بايدن والمسلمين
افتتح نائب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن خطابه في تجمع للمسلمين الأمريكيين في وقت سابق من يونيو الماضي، بحديث شريف قائلاً "أنتم تعيشون تعاليم النبي محمد لا سيما قوله من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه".
وكان ذلك خلال خطاب المرشح الديمقراطي
جو بايدن، لأكبر تحالف لجماعات الدعوة الإسلامية الأمريكية.
وأطلق تحالف جماعات الدعوة الإسلامية
الأمريكية، في 12 مارس 2020، حملة "مليون صوت مسلم"، وهي بتكلفة مليون
دولار، من أجل الوصول إلى المسلمين وإقناعهم بالمشاركة في الانتخابات العامة لعام
2020.
وتأتي هذه الجهود بقيادة منظمة Emgage الذراع السياسي لمنظمة إسلامية مسلمة تم إنشاؤها منذ أكثر من 14 عاما
في الولايات المتحدة، بهدف زيادة المشاركة المدنية ومحو الأمية السياسية لدى
المسلمين الأمريكيين، وتركز الحملة على زيادة إقبال الناخبين المسلمين على
الانتخابات في بعض الولايات التي تحوي أعدادًا كبيرة من السكان المسلمين.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لـ Emgage Action وائل الزيات: "المجتمعات الأمريكية المسلمة تنظم حاليًا بشكل لم يسبق له
مثيل، لزيادة نسبة مشاركة الناخبين إلى أقصى حد، ولضمان تمثيل أصواتنا".
وأضاف الزيات: "قمة المليون مسلم،
هي تتويج لهذا العمل، وبشرف عظيم، يشترك جو بايدن مع Emgage Action للانخراط مع الجاليات الأمريكية المسلمة والمساعدة في تحفيزها نحو الانتخابات في
نوفمبر المقبل".
ويعتبر بايدن المرشح الديمقراطي الأول
الذي يخاطب المجموعة التي لديها فصول نشطة في "الولايات المتأرجحة" في
فلوريدا وميشيجان وبنسلفانيا.
والولايات المتأرجحة، هي الولايات
الأمريكية التي لا يسيطر عليها الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري.
وتعامل بايدن باهتمام أكبر مع الناخبين
المسلمين، حيث وصف مسؤول إدارة ترامب في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك
كيفين لويد بأنه "معادي للإسلام" بعد الكشف عن بعض رسائله المعادية
للإسلام على الإنترنت، كما تعهد بإنهاء حظر السفر إلى الولايات المتحدة لبعض الدول
الإسلامية.
من جهته، أوضح كبير مستشاري بايدن في
التعامل مع المسلمين الأمريكيين فاروق ميثاء: "جو بايدن فخور بالوقوف مع Emgage خلال إحدى أكثر اللحظات تحديًا للمسلمين الأمريكيين في التاريخ الحديث تحت رئاسة
دونالد ترامب، لقد حان الوقت لأن نجتمع للقتال من أجل دستورنا وحقوقنا المدنية
ونظام الهجرة العادل ومستقبل أفضل لنا جميعا".
متاجرة بالشعارات
ويحاول المرشح الديمقراطي جو بايدن
استغلال خصوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض الفئات التي عانت خلال الفترة
الأولى من رئاسة ترامب للبلاد، والذين يتمثلون في المسلمين والمواطنين صاحبي
الأصول الأفريقية والأقليات المختلفة.
ويرى المحللون أن كل هذه المحاولات
تأتي في إطار المتاجرة بالشعارات والمعتقدات لتحقيق مكاسب انتخابية، واياً كان
الرئيس الأمريكي الجديد فمن المتوقع أن يدفع العرب والمسلمون الفاتورة الباهظة.