كيف يكون الحب في الله من حلاوة الإيمان؟
ينص منهج الإسلام في بناء الشخصية إلى المحافظة على الحرمات ووجوب المحبة والمودة والحب في الله وغرس أسباب التعاطف بين الناس وأساس ذلك هو العقيدة الصحيحة والعمل الصالح فكيف يكون الحب في الله، يجيب الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق فيقول:
في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أحب الله سبحانه وتعالى عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض "رواه البخاري.
وينقي الإسلام روابط الحب والقرب من الأغراض الهابطة والأسباب الرخيصة لتنهض شخصية المسلم في علاقتها مع الناس على أساس الإخلاص لله وحده، فلا يحب المسلم أخاه إلا في الله، والحب في الله أحد الاسباب التي يصيب بها المسلم حلاوة الإيمان ، وروى الإمام مسلم بسنده عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ..من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه ، كما يكره أن يقذف في النار).
وكما روى البخاري قال صلوات الله وسلامه عليه (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فهو يحب له الخير والطاعات وسائر المباحات والفضائل من الصفات الحميدة.
وعن أنس ابن مالك رضى الله عنه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا فى الله).
والحب في الله ينقي شخصية المسلم من الأنانية والأثرة ويطهرها من الرذائل النفسية والآفات السيئة ويسمو بها إلى حياة فاضلة تتلاقى فيها المعاني النبيلة.
ما مكانة الأخلاق في الإسلام؟
إن شخصية المسلم ثابتة على وفائها لا تتغير بتغير الحياة لأن رابطة الحب ليست شيئا ماديا وإنما هي رابطة الإيمان التي هي لله وحده وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، ولما كانت رابطة الحب لله تعالى فإن الله سبحانه وتعالى قد رفع من درجة المتحابين فيه لدرجة أنهم يكونون في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله.
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.