مؤتمر باريس.. عودة للوصاية أم محاولة لإعادة لبنان إلى الطريق الصحيح؟
بعد أن وقع انفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 158 شخصًا وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين بالإضافة إلى العديد من الخسائر المادية التي لا تستطيع بيروت تحمل عقباها في ظل حالة التدهور الاقتصادي الذي تعيشها البلاد، ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كفارس على حصان أبيض، وقرر الدعوة لتنظيم "مؤتمر باريس" لدعم لبنان والشعب اللبناني.
مؤتمر باريس
قرر المشاركون في المؤتمر الدولي الافتراضي لمساعدة لبنان الذي عقد أمس في باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبالاشتراك مع الأمم المتحدة وبمشاركة 36 مسؤولًا من رؤساء وملوك ورؤساء حكومات ووزراء خارجية ومديري مؤسسات مالية دولية، العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من أغسطس، واتفقوا على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع المقبلة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية على أكمل وجه.
وأسفر مؤتمر دعم لبنان، عن تقديم مساعدات
وتعهدات بالمساهمة في إعادة الإعمار ودعم اللبنانيين، إذ قدمت فرنسا 50 مليون يورو،
وألمانيا 20 مليون دولار، والكويت 41 مليون دولار، وقطر 50 مليون دولار، والمفوضية
الأوروبية 63 مليون يورو.
وذكر البيان الختامي لمؤتمر المانحين لدعم
لبنان، أن المساعدات المقرر تقديمها إلى الشعب اللبناني ستكون سريعة وكافية ومتناسبة
مع احتياجات المواطنين.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر دعم لبنان استعداد
الشركاء لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان ما يستدعي التزام السلطات اللبنانية
بالقيام سريعًا بالإجراءات والاصلاحات، لافتين إلى حشد موارد مهمة خلال الأيام
والأسابيع التالية.
وأعرب المشاركون في المؤتمر الدولي لدعم
لبنان، الذي عُقد عبر الإنترنت أمس الأحد بدعوة من فرنسا، عن استعدادهم لدعم النهوض
الاقتصادي والمالي للبنان.
وأضاف البيان: "قرَّر المشاركون العمل
بحزم لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة الرابع من أغسطس، واتفقوا
على حشد موارد مهمة في الأيام والأسابيع القادمة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت
والشعب اللبناني".
مخاوف من عودة الوصاية الفرنسية
عقب انفجار مرفأ بيروت بنحو 48 ساعة، وصل ماكرون إلى لبنان، ليصبح بذلك أول رئيس دولة يزور بيروت عقب الفاجعة الأليمة.
وتباينت الآراء حول هذه الزيارة، إذ وصفها
البعض بمحاولة للإصلاح السياسي والقضاء على الفساد في البلاد، فيما أشار آخرون إلى
أنها تعتبر عودة للوصاية الفرنسية، ومحاولة لربط تقديم مساعدات مشروطة بمصالح استعمارية.
وانتقد العديد من المحللين والمراقبين تصريحات
ماكرون، لافتين إلى أنه خرج عن القواعد الدبلوماسية، إذ شرع الرئيس الفرنسي في إطلاق
التصريحات العاطفية للمواطنين اللبنانيين، متجاهلًا الإدارة السياسية للبلاد.
وأضاف المحللون أن ماكرون حرص على إطلاق
الوعود الزائفة للشعب اللبناني، لافتين إلى مقاطع الفيديو التي انتشرت لزيارة الرئيس
الفرنسي لموقع الحادث، وطريقة تعامله مع الحشود اللبنانية، مؤكدين أنه ظهر كمسئول محلي
أو بطل شعبي.
يذكر أن فرنسا "القوة الاستعمارية
السابقة" تتمتع بعلاقات ودية مع لبنان وغالبًا ما قدمت الدعم للبنانيين، ويتم
استخدام اللغة الفرنسية على نطاق واسع بطلاقة في جميع أنحاء لبنان ويتم تدريسها وكذلك
استخدامها كوسيلة للتعليم في العديد من المدارس اللبنانية.