صحة المتعافين من كورونا.. نصف الناجين من الجائحة يصابون باضطراب نفسي.. معرضون للتليف الرئوي.. والعقم يواجه الرجال
لم تنتهى أزمة كورونا بعد التعافى من الإصابة والعودة للحياة الطبيعية، فالإصابة بالجائحة والشفاء منها يتبعه مضاعفات أخرى، وخاصة أن الفيروس لن يخرج هباء من الجسم ولكنه يترك وراءه آثارا جانبية خطيرة، لا بد من الانتباه إليها لمتابعتها والعلاج منها قبل تطور خطورتها.
اضطرابات نفسية
توصلت دراسة إيطالية أجراها مستشفى سان رافائيل فى ميلانو لى أن الناجين من مرض فيروس «كورونا» المستجد يعانون من زيادة فى معدلات الاضطرابات النفسية، بما فى ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والأرق، والاكتئاب، وفقًا لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية.
وجرى تقييم ما مجموعه 402 من المرضى المصابين بالفيروس التاجى بمستشفى «سان رافاييل» بميلانو فى جزء من مشروع بحثى لمعرفة الآثار طويلة الأمد للفيروس على الدماغ، وبينت الدراسة أنه بعد شهر واحد من مغادرة المستشفى، عانى عدد كبير من المتعافين؛ إما من الإجهاد اللاحق للصدمة وإما من القلق وإما الأرق وإما الاكتئاب.
التليف الرئوى وضيق تنفس
أكدت دراسة كندية أنه بعد دراسة الآثار الجانبية للإصابة بفيروس كورونا الجديد، من خلال فحص 12 مريضا متعافيا، أشارت النتائج إلى عدم قدرة اثنين أو ثلاثة منهم على القيام بما كانوا يفعلونه من قبل مثل التجول والمشى بدون ضيق فى التنفس، وضعف وظائف الرئة، وهى حالة تتشكل فيها شرائط من الأنسجة الضامة على الرئتين، وتتعارض مع عملها الطبيعى.
كما أظهرت الفحوصات علامات تلف بالأعضاء الداخلية لـ9 مرضى آخرين، وأوضحت نتائج التصوير المقطعى لرئتى 9 مرضى يخضعون للعلاج بمستشفى الأميرة مارجريت بكندا بعض التغيرات للأعضاء الداخلية ما يشير إلى تلفها.
عقم الرجال
فيما تواصلت دراسة صينية إلى أن الفيروس يمكن أن يلحق أضرارا بالغة بالجهاز التناسلى الذكرى ما يؤدى إلى العقم عند الرجال، وأن العدوى لا تضر فقط بالرئتين، ولكنها أيضا تضر بالكلى والخصيتين، مما يؤدى إلى عقم الذكور، ويؤثر على الذكور الصغار المصابين أكثر من الكبار.
ووجه أطباء الصدر والعقم نصائح للمتعافين بأداء تمارين لتحفيز نظام القلب والأوعية الدموية مثل ممارسة السباحة مما يساعد على تعافى الرئتين، ومتابعة تأثير المرض على الرئتين على المدى الطويل، كما ينبغى إجراء إعادة تقييم للجهاز التناسلى بعد التعافى من الإصابة، والمتابعة مع طبيب متخصص للعلاج من تأثير المرض على الجهاز التناسلى للرجال.
مرض تعفن الدم
كما أنه من الممكن تعرض المتعافين من فيروس كورونا المستجد إلى مرض تعفن الدم، واستنادا إلى إحدى الدراسات، أشارت المنظمة الطبية البريطانية إلى أن حوالى 20 ألف شخص من الذين نجوا من الفيروس التاجى قد يصابون بهذا المرض فى غضون عام على تعافيهم، وبحسب قناة "يورونيوز " أوضحت المنظمة البريطانية أن شخصا واحدا من بين كل خمسة أشخاص يتلقون العلاج فى المستشفى من الفيروس التاجى هم فى خطر.
ويصاب الشخص بمرض تعفن الدم عندما يتفاعل جسم المريض بشكل مبالغ فيه مع العدوى، ويتسبب ذلك فى تشغيل الجهاز المناعى، مما يؤدى إلى حدوث تلف الأنسجة وفشل الأعضاء، وهو ما قد يتسبب فى الموت، لذلك يرى الخبراء أنه إذا تم اكتشاف هذا الاضطراب فى الوقت المناسب، يمكن معالجته عن طريق المضادات الحيوية قبل أن يتحول إلى صدمة "إنتانية " تقوم بإتلاف الأعضاء الحيوية، وفى هذا الصدد يقول الدكتور رون دانيلز، مؤسس منظمة مرض تعفن الدم أن كل شخص تمّ تشخيصه بكوفيد-19، وحتى أولئك الذين عانوا من أعراض خفيفة فقط، يجب أن يعرفوا كيفية اكتشاف الاضطراب وأعراضه.
وينصح الأطباء بضرورة الفحص الدائم للمتعافين لاكتشاف أي أمراض تابعه للإصابة واكتشافها مبكرا لسرعة علاجها وإيجاد حلول لها.