رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى ميلاد فن الكاريكاتير فى مصر فى "أبو نضارة زرقا"

يعقوب صنوع
يعقوب صنوع


يشهد اليوم 7 أغسطس 1878 ميلاد فن الكاريكاتير فى الصحف المصرية، صحيح أنه رسم بيد فرنسية وطبع بباريس إلا أن يعقوب صنوع الشهير بأبو نضارة كان وراء ذلك، ويعقوب صنوع من مواليد باب الشعرية لأبوين يهوديين عام 1839 ورغم ذلك كان دارسا للدين الإسلامي حتى إنه أصدر جريدة فى باريس باللغة الفرنسية باسم صحيفة العالم الإسلامى.

 


تعددت ألقاب يعقوب صنوع فى مصر مثل موليير مصر ورائد المسرح المصرى، أصدر صنوع مجلته الساخرة أبو نضارة زرقا عام 1877 وكانت المجلة بلا رسوم وتطبع بطريقة الطبع البارز ونظرا لهجومه الحاد على الخديو اسماعيل صادر المجلة بعد 15 عددا فقط.


وبعد عام واحد فى 7 أغسطس أصدر مجلته من باريس وموجهة الى مصر وسماها (رحلة أبو نضارة زرقا الولى من مصر القاهرة إلى باريس الفاخرة) ولأول مرة تضمن الغلاف رسما كاريكاتيريا، وهو أسلوب يقدم المواقف السياسية والاجتماعية فى أسلوب ساخر.


وكان صنوع هو مبتكر الشخصيات وفكرة الرسوم والرسام عليه الرسم بطريقة النقش على الحجر ثم طباعتها على الورق . وكان رغم وجوده فى باريس إلا أنه كان لسان حال المصريين فى ظل أوضاعهم السيئة سواء من الحكام أو الاستعمار الإنجليزى واضطراب الأوضاع الاقتصادية. واتخذ شعار الثورة الفرنسية "الحرية والإخاء والمساواة" شعارا لمجلته. 

 

لبنان قبل الانفجار وبعده في كاريكاتير "فيتو"


حرص يعقوب فى اختيار رسومات مجلته على تصوير استغلال الخديو للشعب ومعاملة الفلاحين بالسخرة فابتكر شخصيات مثل: أبو الغلب ، أبو شادوف ، أبو قصعة ، وسمى الخديو اسماعيل بشيخ الحارة وأطلق على الخديو توفيق الأهبل وفى نفس الوقت تمنى للأمير حليم الابن الأصغر لمحمد على أن يتولى الخديوية لطيبته وسعة أفقه.


كتب صنوع أزجالا تتضمن ألفاظا بذيئة انتقد فيها الأوضاع فكان مبتكر تعبير (شرم برم حالى غلبان) التى استخدمها فيما بعد الزجال بيرم التونسى وصلاح جاهين.

 

أيد فيما بعد الثورة العرابية وهاجم الاحتلال الذى كان قد تنبأ به قبل وقوعه بأعوام وحذر منه بكتاباته ورسوم مجلته الساخرة التى كان يتم تهريبها من فرنسا إلى مصر.


الجريدة الرسمية