رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا سميت سورة الجاثية بذلك الاسم وما فضل تلاوتها؟

القرآن الكريم
القرآن الكريم

فضل سورة الجاثية .. لكل سورة من سور القرآن الكريم أسرار وفضائل، وهدى ورحمة للمؤمنين، فتلاوة كتاب الله، عز وجل، تحث المؤمن على حفظه والارتباط الوثيق به.. ونورد في التقرير التالي أهم الفضائل التي ارتبطت بسور القرآن الكريم.

 

 

سورة الجاثية واحدة من سور مثاني القرآن المكيّة في جميع آياتها ما عدا الآية الرابعة عشر؛ إذْ نزلت في المدينة، ويبلغُ عدد آياتها سبعًا وثلاثين آيةً، نزلت بعد سورة الدخان وقبل سورة الأحقاف، وترتيبُها من حيث النزول الرابعة والستّون، أمّا ترتيبها في المصحف العثمانيّ فالخامسة والأربعون.

سبب التسمية  سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم لورود كلمة جاثية في آياتها في معرض الحديث عن يوم القيامة وما فيه من الأهوال الجِسام حتى يجثوَ الناس على رُكبهم من شدة تلك الأهوال في انتظار الحساب والجزاء، وهذا اللفظ لم يتكرّر في سورةٍ أخرى قال تعالى: "وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"، كما عُرفت في كتب التفسير باسم حم الجاثية تمييزًا لها عن باقي السورة المبدوءة بالحروف المقطعة حم، كما تُسمّى سورة شريعة لورود هذا اللفظ في آياتها دون سواها من سُور القرآن الكريم قال تعالى: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ"، وتُعرفُ أحيانًا باسم سورة الدهر لورود كلمة الدهر فيها قال تعالى: "وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ".

 

 

 

فضل سورة الجاثية  أخبر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن مكانة السُّور القرآنية التي تبدأ بالحروف المقطّعة حم؛ فقد أسماها الصحابة آل حم -آل تعني العائلة أو المجموعة- كونَها تنتمي إلى عائلةٍ واحدةٍ مكوّنةٍ من سبع سُورٍ هي على الترتيب: غافر وفصّلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية وأخيرًا الأحقاف، وقال عنها: "آل حم" ديباج القرآن، وقال أيضًا: "إذا وقعت في "آل حم" فقد وقعت في روضاتٍ أتأنق فيهن" والتأنق يعني: التدبّر والتأمل والفَهم العميق لمعاني الآيات، كما أطلق ابن عباس على سور الحواميم، ومنها سورة الجاثية لباب القرآن، فقال: "إن لكلّ شيء لبابًا ولباب القرآن "آل حم" أو قال: الحواميم".


الجريدة الرسمية