رئيس التحرير
عصام كامل

عام على حكم الإخوان.. بدأ بتضارب في نتائج الانتخابات بين أنصار "مرسى" و"شفيق".. وحسم بإعلان اللجنة العليا فوز مرشح الجماعة.. وقد يقترب من نهايته بسحب الثقة من الرئيس الأول للجمهورية الثانية

ثورة 25 يناير
ثورة 25 يناير

في مثل هذا اليوم من العام الماضي تنفس الشعب المصري الصعداء بعد معاناة الطريق لإعلان اسم أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 من يناير. أول رئيس تولى بحرية وديمقراطية وانتخابات شرعية بعد حكم للعسكر دام أكثر من 60عامًا. وكان الصراع بين حملتي الرئيس مرسي والفريق شفيق قد بلغ أشده حتى وصل إلى إعلان كل منهما أنه الرئيس المقبل بالأرقام.


في يوم 24من يونيو العام الماضي أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية نتيجة الانتخابات التي أعلنت عن المرشح محمد مرسي عيسى العياط رئيسًا للجمهورية الثانية لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط. ولم يتوقع غالبية المصريين أن تخرج نتيجة الانتخابات وقتها بهذا الشكل، خاصة أن المرشح الفائز هو عضو قيادي في جماعة الإخوان المسلمين.

في 30 يونيو 2012، أدى الرئيس المصري محمد مرسي اليمين الدستورية أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا، ومعها بدأت مصر مرحلة جديدة سيطر عليها بعد قضاء ما يقرب من 11شهرًا على حكم الرئيس الجديد حالة من التخبّط والضبابية الشديدة، من هنا جاءت فكرة مجموعة من الشباب المصري بتأسيس حملة أطلقوا عليها اسم "حملة تمرّد" مع اقتراب الذكرى الأولى لتولي الجماعة الحكم بعد أن أثبتت فشلًا كبيرًا في إدارة دولة بحجم مصر.

ومع مرور العام الأول على حكم الإخوان في مصر، شهدت البلاد العديد من الأزمات، كان آخرها أزمة سد النهضة الأثيوبي التي هدّدت بالتأثير المباشر على حصة مصر من مياه نهر النيل، وقدرتها على توليد الطاقة الكهربائية في المستقبل من السد العالي.

لم تكن هذه هي الأزمة الوحيدة التي أظهرت فشل الإخوان في الحكم، بحسب المعارضين لنظام الإخوان، فقد سبقها العديد من الأزمات الأخرى التي يأتي على رأسها انقطاع الكهرباء المتكرّر والانفلات الأمني المستمر والانهيار الاقتصادي الذي تزايدت حدته يوميًا وانخفاض قيمة الجنيه المصري إلى أدنى المستويات، إلى جانب مشكلات سيناء التي نجحت الجماعات التكفيرية والمتشددة مؤخرًا في السيطرة على قطاعات واسعة منها، وكذلك تزايد أزمات المصريين في الخارج. وتبيّن من ذلك عدم قدرة النظام الحالي على التدخل في الوقت المناسب، وإيجاد حلول ناجعة لهذه الحزمة من المشكلات التي تسببت في خلق حالة من عدم الاستقرار داخل قطاعات واسعة من المجتمع المصري.

وتصاعد الغضب الشعبي ضد جماعة الإخوان المسلمين بصفة خاصة والتيارات الإسلامية بصفة عامة. غير أن السبب الحقيقي وراء هذا الفشل الواضح يعود بالأساس إلى البرنامج الانتخابي الوهمي الذي طرحته الجماعة على الرأي العام إبّأن خوضها لمعركة الانتخابات الرئاسية العام الماضي، وهو البرنامج الذي أطلقت عليه اسم "مشروع النهضة"، والذي اتضّح ضعفه وأن جماعة الإخوان المسلمين لم تنجح في تحقيق أي من وعوده.

فهل تنجح "تمرد" التي قررت مؤخرًا مواجهة هذا الفشل الإخواني، بحسب المعارضة، باستمارات سحب الثقة من الرئيس الأول في الجمهورية المصرية الثانية أن تخلق مرحلة جديدة للثورة المصرية كادت أن تخمد وتستسلم لحكم الإسلاميين في مصر؟ أم أن "30يونيو" لن يشهد سوى مليونية جديدة تضاف لمليونيات الاحتجاج الثوري؟
الجريدة الرسمية