منتصر عمران: نظام القائمة يمنع وصول الإخوان إلى الحياة النيابية
تشهد مصر في الأيام المقبلة انتخابات مجلس الشورى بعد عودته بالمسمى الجديد الشيوخ، وبعدها بشهور قليلة تأتي علينا انتخابات مجلس النواب..
وهذه الانتخابات جمعت في نظامها بين القائمة والفردي، ومعظم الناس يجهل للأسف فلسفة الانتخابات، حتى المرشحين أنفسهم يجهلون هذا الأمر.. فنرى مشاركتهم سواء المرشح أو الناخب خلاف ما تقتضيه هذه الفلسفة.
نأتي لنظام الانتخابات.. فنظام الانتخابات بالقائمة هو الأساس، وهو ما يتفق مع المقصود من الانتخابات بمعنى هو المفهوم السياسي للانتخابات.. لأن الانتخابات أمر جماعي يمثل سياسة دولة وليس سياسة أفراد تحكمهم الأهواء وتتحكم فيه النزاعات القبلية.
فإذا نظرنا إلى النظام الفردي نراه يمتاز بسهولة الإجراءات والبساطة والوضوح، ولكن من عيوبه الأساسية أن هذا النظام بنزعته الطبيعية نحو الفردية تبرز العصبيات، وينشط دور العائلات، ويقوم المال بدور حاسم في نجاح المرشح. ومع هذا النمط يضعف تأثير الأحزاب التي هي من الأركان الاساسية للحياة السياسية في أي دولة ديمقراطية التي تصبح أقل سيطرة، حيث يستمد النائب قوته الانتخابية من علاقته بالناخبين أكثر من علاقته بالأحزاب، كما أنه لا يحقق تمثيل الأقليات.
أما النظام بالقائمة فهو يبرز دور الأحزاب السياسية في الحياة السياسية للدول الديمقراطية، كما أنها تطبق برنامج الأحزاب بعيدا عن رؤية الأفراد والعصبيات، فلكل دولة تسعى حقيقة إلى إرساء الديمقراطية والحياة النيابية الحقيقة أن تطبق النظام بالقائمة لأنه يعطي فرصة للاحزاب في الوصول الى الحكم وتطبيق برامجها ورؤيتها؛ مما يثري الحياة السياسية للشعوب والدول ..
وعليه أرى أن النظام بالقائمة يحفظ مصر من تسلل عناصر من الإخوان أو المؤيدين لهم من الوصول إلى قبة البرلمان، كما يقضى النظام بالقائمة على الرؤية المغلوطة للعضو البرلماني بأنه رجل خدمات ومهمات وفي الحقيقة أنه رجل تشريع ومراقبة لأعمال الحكومة