البابا شنودة بالميري.. في الجيش تعلمت النظام والجدية وخدمة الإنسان لنفسه
منذ أن تفتحت عيناه على الدنيا وجد نفسه وحيدا، لذا احب الوحدة، التي ساهمت في تشكيل حياته الشعرية، صاحب الأفكار التي ترجمها فيما بعد إلى كلمات، ولم تؤثر الوحدة على نفسيته بل نمت لديه روح الفكاهة التي اشتهر بها.
لم يغب عن البابا الراحل شنودة الثالث شعور اليتم، وظهر ذلك في قصيدته أمي التي قال فيها "أحقا كان لي أمٌ فماتت.. أم إني قد خُلقتُ بغير أم.. رماني الله في الدنيا غريبا.. أُحلق فى فضاءٍ مُدلهم".
لم يكن يعلم البابا شنودة بداية قصته لكنه يعلم شيئ واحدا إنها بدأت من صعيد مصر وبالتحديد في أسيوط، كما ذكر في حلقات "همسات حب": "بداية قصتي لا أعرفها ولكني أعرف أنها بدأت في 23 أغسطس 1923 في إحدى قرى أسيوط".
البابا شنودة كان طفلا وحيدا ماتت أمه دون أن يرضع منها، وكان يسير إلى المدرسة في طريق "طويل طويل" حسب وصفه، كان يمشي فيه وحده تتصارع الأفكار في رأسه.
نظير جيد الذي أصبح فيما بعد البابا شنودة الثالث، عاش طفولته بلا صداقة ولا زمالة ولا شارك الأطفال العابهم، النزهة الوحيدة هي مشاركة مئات العائلات زيارة دير العذراء بجبل درنكة لنوال بركة العذراء.
بطريرك الكرازة المرقسية بدأ دراسته ما قبل الابتدائي بأسيوط والسنة الثانية والثالثة الابتدائي قضاها في الإسكندرية، ويتابع: "ثم رجعنا إلى أسيوط في السنة الرابعة، حيث كنت أتمتع بقداسات الأنبا مكاريوس الثالث، وأستمع إلى عظات الأرشيد ياكون إسكندر حنا".
وتابع قائلا إنه ذهب إلى بنها مع أخيه الأكبر الأستاذ روفائيل ومنها إلى القاهرة، ودخل مدرسة الإيمان الثانوية في شبرا، وبعد أن أنهى المرحلة الثانوية دخل جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) كلية الآداب قسم التاريخ.
بدأ البابا شنودة الشعر الديني في السنة الثالث له لكلية الآداب، "بدأ يزداد عندي وتركت باقي أنواع الشعر والفكاهة والحاجات دي، وبدأ اتجاهي في الرهبنة.. وفي سنة رابعة في كلية الآداب، الأمر الأول أننى التحقت بالكلية الأكليريكية القسم المسائى وأنا طالب في كلية الآداب والأمر الثانى أننى بدأت أدرس في مدرسة إنجليزية في سراى القبة جدول بياخد الوقت كله في سنة 1946 وكنت في تلك السنة أدرس في فروع مدارس الأحد وأدرس في مدرسة إنجليزية وكنت أدرس في مدرسة ابتدائية وكنت طالبا في الكلية الأكليريكية وكنت طالبا في كلية الآداب وتخرجت سنة 1947.
البابا شنودة تعلم الكثير في كلية الضباط الاحتياط، يقول "كنت أول دفعتى، فترة الجيش علمتنا أشياء كثيرة، منها النظام والجدية في الحياة وخدمة الإنسان لنفسه إلى ما فيها من فوائد صحية أيضا يتميز بها كل ضباط الجيش، وكنت جادا جدا في عسكريتي وكنت محبوبا من زملائى، ومن الضباط أساتذتي" .
ويمكن القول أن البابا شنودة التحق بالكلية الإكليريكية، وبكلية الضباط الاحتياط، وهو في السنة الرابعة، وهكذا درس بالكليات الثلاث في سنة واحدة، وبعدها عين في هيئة التدريس بالكلية الإكليريكية، وصار عضوًا في اللجنة العليا لمدارس الأحد.
وعن علاقته في الجيش يقول البابا شنودة "بالنسبة لإخوتي المسلمين كانوا يطلبونني في إطعامهم في الميس خاصة في رمضان، - وطعامه المفضل هو العيش والملح".