"فتة الفطير ولحم الضاني"... دواء الغلابة ومفخرة بيوت العائلات في العيد بقنا | صور
فى تلك الأيام يحتفل العالم بعيد الأضحى المبارك وتختلف
الطقوس من قرية إلى أخرى بمختلف مراكز محافظة قنا، حيث تقام الولائم
والعزائم عقب صلاة العصر فى المنادر وأمام بيوت
كبار العائلات والقبائل.
وفى قرى ونجوع مراكز الجنوب
بالمحافظة تكون فتة الفطير الناشف والأرز
وقطع لحم الأضحية والتقلية المحمرة أحد أهم الوجبات التى تقف الفتيات والنساء
عليها لتعلمها.
وصى عليها لقمان
عند انطلاق أذان الظهر حركة غير عادية تنتاب نساء وفتيات
الصعيد منذ أول أيام عيد الأضحى المبارك تقف الجدة على رأسهن تناديهم لإحضار أدوات العجن ليبدأن فى فرد الفطائر المقرمشة.
تشرح نوال سعيد، سبعينية، طريقة إعداد وجبة الصعيد المعروفة "فطيرة التقلية الضاني" قائلة "الفطير بيتفرد
فى الفرن بالنشابة ويكون رقائق حتى ينشف الفرن ويصبح
مقرمش وبعدها يتم تكسيره قطع ويوضع عليه الشوربة وبعدها حبات الأرز المفلف وقطع اللحم الضانى وترش التقلية فوقهم، ويدخل إلى الفرن ليأخذ الون
البنى الفاتح ويتم تناوله".
وأوضحت سناء جميل محارب، ستينية العمر، أن هذه الوجبة معروفة فى مختلف قرى ونجع الصعيد وهى كما يقال عنها من الأشياء التى وصى عليها لقمان قائلة: "يعنى لما يكون عنده دور برد وسخونة يأكل منها وجسمه يعرق يقوم يرمح رمح". وغلابة الصعيد هنا بينتظرونها من العام إلى العام وهى خط الحماية ضد كورونا قائلة "هى ده غذاء الوباء وتقتل الفيروس".
فتيات الفطير
فى وسط المنزل يفترش
عدد من الفتيات المقبلات على الزواج ويجلسن إلى جوار الأم والجدة التى تقوم بعجن
الفطير وتقطيعه إلى كور صغيرة وتقوم كل واحدة منهن بإحضار صينية كبيرة وتبدأ فى رش الدقيق وتضع كورة العجين وتبدأ فى الفرد وبعدها يتم وضعها فى الفرن
حتى تنشف وتأخذ اللون الاصفر الفاتح وتضوع فى المشنة الخوص فى الهواء.
صواني الفتة
وفى صوانى صغيرة يضعن الفتيات الفطير المكسر إلى قطع متوسط الحجم ويضعن الشوربة عليها وقطع اللحم
الضانى المطهية وحبات أرز والتقلية فوقها.
تقول ناهد عبده
محمد، ربة منزل، إن هذه الوجبة تأخذ وقتا طويلا
ويبدأ فى عملها البعض فى الساعات الأولى من الصباح خاصة إذا كانت هناك عزومة أو إذا كانت للمنزل يكون فى الصباح المبكر، موضحة أن هذه من عادات الصعيد طوال أيام عيد الأضحى المبارك ولا يمكن بأى حال الاستغناء عنها طبعا فى ظل الظروف الحالية يكون الأمر باحتراز والكثير يفضل توزيع
تلك الصوانى فى البيوت على الفقراء والاهل والأصدقاء حاليا.
ونوهت عزيزة محمود على، ربة منزل، أن الصعيد لا يزال يحتفظ بعاداته وتقاليده التى لا يمكن أن تندثر تحت أي بند حتى فى ظل الجائحة أو الوباء الحالى ونحن هنا بطبيعة الحال نمتاز بالنظافة والحرص الدائم على تقديم ما لدينا خاصة أن ها يقدم إلى الله وليس بشر.