رئيس التحرير
عصام كامل

«شهيدة الثأر».. قصة «الدكتورة أمل» التي افتدت زوجها بحياتها في المنيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يضيق صدره عندما يلتفت حوله ولم يجدها.. يتمنى أن يحادثها ولو للمرة الأخيرة.. يحلم دوماً بلقائها.. يأمل أن يكون ما مر به هو وزوجته أحلاما، وستعود الحياة مرة أخرى إلى طبيعتها فور أن يستفيق من النوم.. هذا هو الشعور الذي يعيشه الزوج «أسامة» بعدما تعرض هو وزوجته ونجلهما لوابل من النيران على خلفية حادث ثأري.
 
انتهى ذلك المشهد المرعب بوفاة زوجة أسامة التي تعمل معيدة بإحدى الكليات الجامعية.. توفيت وهي تدافع عن حياة زوجها المستهدف في الحادث ونجلهما.
 
«أمل» هي مدرس مساعد بكلية دار العلوم التابعة لجامعة المنيا، شابة عشرينية متفوقة دراسياً، كانت دوماً تحلم بأن تناقش رسالة الدكتوراه، تزوجت من شاب طموح يعمل مندوبا للمبيعات ناجحاً في حياته العملية، لم يتخطَ ذاك الشاب عمر الثلاثين، أكرمهم الله تعالى فمن عليهما بطفل كان قرة عينهما.

لسوء الحظ دخلت عائله أسامة «حمدي داخلي» في خلافات ثأرية، عائلة أخرى «عاشور جابر»، بقرية الحواصلية، منذ شهر رمضان عندما نشبت مشاجرة بين العائلتين أسفرت عن إصابة مؤمن حمدي داخلي بـ 6 غرز؛ مما استدعى قيام عائلة حمدي داخلي بضرب نجل عاشور أبو جابر، مما أسفر عن وفاته، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 3 أشخاص من اولاد "حمدي داخلي" مرتكبي عملية القتل.

وفي أولى أيام عيد الأضحى المبارك قرر «أسامة وأمل» وبصحبتهما نجلهما الصغير صاحب السته أشهر الذهاب إلى والدها لتقديم التهنئة له وقضاء يوم كامل معه، كما نقضي عادات وتقاليد أسرية صعيدية.

لم يتصور كلاهما أن قلوبا سوداء نزعت منها الرحمة والشفقة والمغفرة في انتظار وصولهم على كوبري قرية بني حماد التابعة لمركز المنيا، وبينما تحمل الأم رضيعها بين يديها والزوج يقود سيارته، انقض عليهم مسلحون يحملون بين أيديهم أسلحة نارية آلية، ليس لديهم هدف سوى قتل الزوج «أسامة».

وبين طلقات عشوائية من سلاح آلي وآخر خرطوش لم يفرق الرصاص بين الضحية والهدف الرئيسي وهو الزوج، لم تشفع صرخات الزوجة وبكاء الرضيع.
حاول الزوج تلقى الأعيرة النارية بجسده لحماية باقي أسرته، ولكن سبقته الزوجة بجسدها وتلقت طلقة في الرقبة تليها أخرى في القلب، وتلقى الزوج طلقات متفرقة في البطن وحرس الله تعالى الرضيع من الموت.. وماتت أمل وهي تحمل ألقاب «الأم والزوجة والأستاذة الجامعية» في قضية ثأرية ليس لها علاقه بها.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أحد المتهمين، بينما فر الآخرون، وتم فرض كردون أمني على العائلتين بقرية الحواصلية، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لتولي التحقيقات، وتم التصريح بدفن الجثة.
الجريدة الرسمية