"هنا نفي أول رئيس جمهورية مصري ".. فيلا تسكنها الأشباح عاش فيها محمد نجيب بقنا | صور
علي ضفاف نهر النيل ، فيلا محاطة بسور حديدي ، ببوابة كبيرة مغلقة الأبواب ، يحرسها خفير واحد .. تحملك قدمك إلي آخر السور الخرساني لتجد أشجار كثيفة تستظل بها من أشعة الشمس الحارقة ، يأتي شخص مرتدي جلبابة الصعيدي ويضع علي رأسه العمامة بشالها الأبيض لحراسة تلك القلعة المنيعة التي لا يدخلها سوي عدد محدود من البشر .
"فيتو" ترصد لكم قصة فيلا نفي فيها الرئيس الأول لمصر محمد
نجيب .
أول رحلة
في عام 1953 زار الرئيس الراحل محمد نجيب محافظة الأقصر وقرأ الفاتحة لأبو الحجاج تبركا به ، واستقل القطار متجها إلي محافظة قنا وكانت أول محطة له مدينة قوص ،.
احتشد الأهالي بلافتات مكتوب عليها "شعب قنا يبايعك بماله ودمه ..فأنهض بنا إلي الإمام" وشق الركب طريقه وسط موجات متلاحقة من أهالي محافظة قنا ليتجه إلي مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي لقراءة الفاتحة.
واتجه لوضع حجر أول مستشفي للدرن بمركز حاجر قنا وهي منطقة حدودية بين محافظتي قنا والبحر الأحمر ، ووقتها زار مركز الحدود وحي رجاله واستعاد بذاكراته أول مرة خدم فيها في هذا المركز .
ومضي في شوارع المدينة حتي وصل إلي مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمدينة قنا والتي تعد مقر الايبارشية حاليا .
واتجه بعدها إلي جمعية الهلال الأحمر ووضع حجرها الأساسي وألقي خطبته من سرايا المديرية .
وبعدها وصل القطار إلي نجع حمادي حتي وصل إلي شركة السكر لينتهي مطاف أول زيارة بخطاب شكر فيه عمال الشركة ، وفي تلك الرحلة رافقه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وعدد من قيادات مجلس الثورة .
هنا المنفي
وعندما
حدث العدوان الثلاثي نوفمبر ١٩٥٦ نقل تحت الحراسة المشددة إلي نجع حمادي لتكون منفي له لفترة .
حيث عاش في تلك المنطقة الواسعة التي يطلق عليها
مستعمرة الري التابعة للوازرة والتي تعد حاليا استراحة للوزير .
يقول منصور محمد ربيع ، أحد أبناء مدينة نجع حمادي : إن هذه المنطقة معروفة منذ سنوات بأنها كانت منفي للرئيس الراحل محمد نجيب بعد أن تم إقالته من الحكم ،
ووقتها لم يكن أحد يعلم بحسب ما سمعنا من أجدادنا وآبائنا الكبار وكان يعيش بعيد
عن اسرته وكان هذا الأمر حرصا من مجلس قيادة الثورة علي عدم عودة نجيب للسلطة في
ظل العدوان الثلاثي علي مصر آنذاك.
استراحة الأشباح
وبالقرب من قناطر نجع حمادي أو المستعمر أو مساكن الري حيث إنه يطلق عليها
عدد من المسميات عاش أول رئيس لمصر فترة زمنية .
وأصبحت تلك الفيلا بعد ذلك استراحة لوزير الري وكبار الزوار ، وعلي الرغم
من قيمة هذه الفيلا التاريخية او الاستراحة إلا أنها خالية ولا يتم الاستفادة منها
فمنذ ثورة يناير زيارات الوزراء وبخاصة الري محدودة جدا للمحافظة ويقيم علي
حراستها خفير ، وبالقرب منها يقع مقر حكومي تابع للري وفي هذا المكان طبيعة ساحرة وتمتاز بقربها من نهر النيل وعلي حدودها تتداخل أغصان الأشجار التي جعلت من
المكان جمالا لا مثيل له في أي مكان آخر .
وقال صابر محمد علي ، أحد أبناء مدينة نجع حمادي: إننا نأمل في تحويل تلك
المنطقة إلي مزار ويكون هناك شرح تعريفي لتاريخ تلك المنطقة ومن زاروها وعاش بها
خاصة أن أول رئيس مصري نفي بها حتي في مذكراته مر عليها مرور الكرام ولم يصفها
الوصف الذي تستحقه .