رئيس التحرير
عصام كامل

ذكريات حاج عائد من بيت الله الحرام

د. محمد المسير
د. محمد المسير

لكل مسلم أدى فريضة الحج لأول مرة ذكريات يحملها معه طوال عمره ولا ينساها ويتذكرها كلما يحل موسم الحج، ويتذكر الدكتور محمد المسير أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سابقا ذكرياته مع الحج فيقول: ذكرياتى فى الحج ذكريات عطرة ماثلة فى ذهنى ولم تفارقني أبدا وفى كل عام عندما يُفتح باب الحج أجد نفسى مدفوعا إلى أن اشترك فيه ،حجيت للمرة الاولى وانا طالب فى الجامعة.

 

وكنت قد أدخرت تكاليف الحج من مكافأة التفوق فى الدراسة، وفى هذه الحجة يستشعر الإنسان المعانى الروحية العميقة للحج ويحاول أداء المناسك بحب جارف والتزام أمين وحرص شديد على مرضاة الله سبحانه وتعالى.

 

وعلى الرغم من أننى ولله الحمد حججت بعد ذلك مرات كثيرة أثناء إعارتى للتدريس فى المدينة المنورة وفى مكة المكرمة للتدريس فى الجامعات هناك فإن الحجة الأولى شيء فريد فى مذاقها الروحى ومشاعرها لم تتكرر.

 

وأذكر أننى حاولت أن أقرأ القرآن فى كل حركاتى وسكناتى فى تلك الرحلة، وشاء الله سبحانه وتعالى أن تكون قراءتى لسورة العلق والتى يقول مطلعها ( اقرأ باسم ربك الذى خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) قرأتها حيث نزلت من غار حراء حيث كان يوم زيارتى للغار، هو يوم ختم القرآن، وقرأت هذه السورة فى هذا المكان الطيب حيث التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بملك الوحى جبريل الأمين عليه السلام لأول مرة.

 

كما أذكر أن المسجد النبوى يومئذ كان ما زال به حصباء "حجارة صغيرة " ولم تكن المساحات الرخامية تستوعب المسجد النبوى أو المسجد الحرام وكانت دورات المياه ما زالت ملاصقة للمسجد الحرام والمسجد النبوى ومع ذلك كان الشعور بالحب والقرب فى المسجد النبوى أعمق فى النفس من المرات التى تكرر فيها الحج وصاحبها التوسع وعمارة المسجدين الحرام والنبوى وكافة وسائل الراحة المتوافرة فيهما الآن، لأن ولا شك أن العمارة الحديثة والتوسعة الآن والعناية الفائقة بالحرمين محل تقدير المسلمين.

 

 

إحسان عبد القدوس يتذكر ذكريات الحج إلى بيت الله الحرام

 


ويحكى الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر فيقول: أول ما يطالع الحاج هذا المكان المقدس يحس برعشة فى جسده كله وغالبا ما يبكى الإنسان من شدة التأثر ويظل طول العمر يسرح فى هذه الأماكن وغيرها، ففى كل خطوة أخطوها أشعر أننى أمشى فى أرض سار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وتذكرت جهادهم وغزواتهم ضد المشركين وخصوصا عند الطواف حيث إن الرسول صلى عليه وسلم طاف فى هذا المكان وصحابته الكرام.

الجريدة الرسمية