هل يستطيع ترامب تأجيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

بعد أن أثارت تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة المخاوف حول إمكانية تأجيل الانتخابات المقرر عقدها خلال شهر نوفمبر المقبل، فهل يستطيع ترامب تأجيلها بالفعل وما مدى صلاحياته الدستورية لاتخاذ قرار مثل ذلك؟

تغريدات ترامب

أعرب ترامب عن معارضته الشديدة لإجراء التصويت عبر البريد في انتخابات الرئاسة القادمة، مرجحا إمكانية تأجيل الانتخابات على خلفية جائحة فيروس كورونا.

وحذر ترامب، في سلسلة تغريدات نشرها يوم الخميس الماضي على حسابه في "تويتر"، من أن التصويت عبر البريد يبدو حتى في مرحلة الاختبارات "كارثة مأساوية"، مضيفا: "الديمقراطيون يتحدثون عن تأثير أجنبي على التصويت، لكنهم يعرفون أن التصويت عبر البريد يمثل طريقة سهلة أمام دول أجنبية للتدخل في السباق الانتخابي، وحتى علاوة على ذلك، ليس هناك أي إحصاء دقيق!".

وقال الرئيس الأمريكي: "التصويت العام عبر البريد (وليس التصويت غيابيا الذي يمثل أمرا جيدا) في عام 2020 سيؤدي إلى انتخابات أقل دقة والأكثر احتيالا في التاريخ، وسيحرج الولايات المتحدة إحراجا ضخما".

وتابع ترامب متسائلا بشأن إمكانية إرجاء الانتخابات ما لم يكن بإمكان المواطنين التصويت على نحو مناسب وآمن وبسلامة".

الكونجرس والموقف القانوني

حدد الكونجرس الأمريكي في عام 1845 بشكل واضح، أن الرئيس يتم انتخابه كل أربع سنوات، يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من شهر نوفمبر.

ولتغيير القانون الانتخابي، يحتاج ترامب إلى دعم مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ومن غير المرجح أن يصوت الجمهوريون، الذين يملكون الأغلبية في مجلس الشيوخ، على مثل هذا التغيير.

أما الديمقراطيون ذوي الأغلبية في مجلس النواب فمن المستبعد تماما أن يوافقوا على هذه الخطوة.

هل تم تأجيل الانتخابات الأمريكية من قبل؟

لا لم يتم تأجيلها سواء كانت هناك حروب أو أزمات اقتصادية أو تفشي للأوبئة، لا شيء يمكن أن يبعد الأمريكيين عن صناديق الاقتراع.

ففي عام 2004، قيل إن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، فكرت في تغيير القانون، وبأن هجومًا إرهابيًا قد يكون سببًا لتأجيل الانتخابات، لكن الفكرة لقت معارضة شديدة.

وأكدت مستشارة الأمن القومي آنذاك، كوندوليزا رايس، إن الولايات المتحدة أجرت انتخابات "عندما كانت البلاد في حالة حرب، حتى أثناء الحرب الأهلية، ويجب أن تجرى انتخاباتنا في الوقت المحدد".