جائزة ساويرس الثقافية.. إبداع يتحدى "الجائحة".. الإدارة أصرت على إقامة دورة هذا العام رغم خسائر كورونا
من جديد تفتح مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية ذراعيها لمزيد من المواهب الناشئة، وتستكمل رعايتها لنخبة من الكوادر الأدبية المميزة، في شتى المجالات الثقافية والفنية، وذلك من خلال جائزة ساويرس الثقافية في دورتها السادسة عشرة، والتي أعلن القائمون عليها عن فتح باب التقديم لها، واستقبال الأعمال المشاركة حتى نهاية شهر أغسطس المقبل.
ريادة الثقافة العربية
دور ريادي في عالم الثقافة العربية، ومنهج متكامل سلكته إدارة جائزة ساويرس الثقافية، وأمانة أخذتها على عاتقها منذ انطلاقها قبل 15 عامًا، لا تريد الحيد عنه رغم ما مر به العالم هذا العام من أزمة جائحة فيروس كورونا، والتي ضربت القطاع الاقتصادي في مقتل، وألقت بظلالها المقيتة على رأس المال بشكل أو بآخر.
وفي السنوات الأخيرة تحوَّلت الجائزة إلى موسم سنوي ينتظره ليس فقط الأدباء والمثقفون وإنما المتابعون من عشاق الأدب، وذلك بعدما أصبحت الجائزة بمثابة بوصلة يتحدد من خلالها الجيد من الرديء، ومؤشرا نحو حال الثقافة والفكر المصري.
وسارت الجائزة طوال دوراتها الماضية على خطين متوازيين، هما تكريم كبار الأدباء الذين أثروا الساحة الأدبية بأعمالهم، وإلقاء الضوء على المواهب الصاعدة التي أصبحت فيما بعد نجومًا أضاءت سماء الإبداع.
تطوير مستمر
وشهدت الجائزة على مدى 15 عامًا تطورًا كبيرًا، وتغيرًا يواكب متطلبات ومستجدات العصر، لتغطية كافة أشكال الفنون والإبداع، حيث أضاف مجلس الأمناء فروع كتابة السيناريو والكتابة المسرحية، وفي 2013 تمت إضافة فرع النقد الأدبي.
ويتكون مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية، من نخبة من كبار المفكرين والمثقفين في مصر والوطن العربي، وهم الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والدكتور محمد أبو الغار، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، والدكتور هدى الصدة أستاذ دراسات العالم العربي المعاصر بجامعة مانشستر وعضو لجنة الحقوق المدنية والسياسية بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، الدكتور إسماعيل سراج الدين نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.
بالإضافة إلى منى ذو الفقار أستاذ دراسات العالم العربي المعاصر بجامعة مانشستر وعضو لجنة الحقوق المدنية والسياسية بالمجلس القومى لحقوق الإنسان.
وبشكل دوري منتظم تتجه أنظار كُتاب ومثقفي الوطن العربي، في شهر يوليو من كل عام صوب فتح باب الاشتراك بالجائزة، إيذانًا ببدء موعد حصاد المبدعين ثمار جهدهم طوال العام، حيث تستقبل أمانة الجائزة الأعمال المشاركة، لتبدأ بعد ذلك مرحلة تقييم الأعمال المقدمة لاختيار الفائزين من خلال لجان التحكيم المحايدة، ويتم تقييم الأعمال المقدمة بواسطة لجان تضم نخبة من كبار النقاد والأدباء والسينمائيين والمسرحيين وأساتذة الدراما.
كما يتم تسليط الضوء إعلاميًا خلال شهر ديسمبر على شباب المبدعين الذين يصلون للقائمة القصيرة في كل فرع من فروع الجائزة للشباب، وبعد ذلك يتم الإعلان عن الفائزين وتسليم الجوائز النقدية لهم في حفل كبير يقام في شهر يناير من كل عام في دار الأوبرا المصرية.
وتكليلًا لجهد القائمين على الجائزة، وحصادًا لبذور روتها الرغبة في إتاحة الفرصة لشباب المبدعين، استطاعت جائزة ساويرس الثقافية حجز مكان مهم وسط أكبر الجوائز الأدبية العربية والمصرية، حيث هدفت الجائزة منذ أعوامها الأولى إلى تنشيط الحركة الأدبية في مصر وتشجيع صغار الكتاب، وتحسين فرص ظهور المواهب الحديثة.
الجوائز
وعمدت الجائزة لوضع قيمة مادية مناسبة للجوائز، وتبلغ قيمة جائزة أفضل عمل روائي ومجموعة قصصية الفرع الأول (كبار الأدباء) 150 ألف جنيه مصري، و100 ألف جنيه لجائزة أفضل عمل روائي ومجموعة قصصية فرع شباب الكتاب و70 ألف جنيه للمركز الثاني.
وتصل قيمة جائزة أفضل سيناريو إلى 150 ألف جنيه، فيما تصل جائزة أفضل نص مسرحي المركز الأول إلى 150 ألف جنيه، والمركز الثاني 80 ألف جنيه، أما جائزة النقد الأدبي فتبلغ قيمتها 100 ألف جنيه.
وكانت بداية البشرى الثقافية الكبرى، وأول الغيث الأدبي الهام في عام 2005، عندما فازت في أولى دورات الجائزة رواية "معتوق الخير" للكاتب حجاج حسن أدول بأفضل عمل روائي، فرع كبار الأدباء، وفازت رواية "قانون الوراثة" للكاتب ياسر عبد اللطيف بالمركز الأول، فرع شباب الكتاب، وبالمركز الثاني فازت رواية "عين القط" للكاتب حسن عبد الموجود.
أما جائزة أفضل مجموعة قصصية، ففاز بها الدكتور محمد المخزنجي عن قصة "أوتار الماء" فرع كبار الكتاب، وفازت "جماعة الأدب الناقص" للكاتب هيثم الوردانى، بالمركز الأول في فرع شباب الكتاب، وبالمركز الثاني فازت "ملك ولا كتابة" للكاتبة نسمة يوسف إدريس.
إرث ثقافي وأدبي كبير وعمل ينفع الناس، نجحت أسرة ساويرس في تقديمه لخدمة مجتمعهم، والسعي وراء رقيه ورفعته، وهو الأمر الذي أكده المهندس سميح ساويرس في حفل ختام دورة العام الماضي على المسرح الكبير بدار الأوبرا قائلًا: "أتمنى أن تستمر الجائزة لـ40 و50 عامًا.. وأحفادنا يقفون مكانا ويقولون جدو دا عمل حاجة كويسة".
نقلًا عن العدد الورقي...