عادات وتقاليد المصريين فى عيد الأضحى
تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد من شعب إلى آخر ويرجع سبب الاختلاف إلى اختلاف الثقافة القومية التى أنتجها كل شعب ، وتتميز مظاهر الاحتفال بالأعياد الدينية فى مصر بميزات خاصة هى غاية فى التنوع والتعدد ونابعة من حضارة مصر القديمة ، ولذلك تنفرد مصر ببعض العادات فى الأعياد عن جميع الدول العربية.
وكما يذكر الدكتور سيد عويس فى موسوعته عن عادات المصريين إن من عادات المصريين أن لقاء الأهل والأصدقاء وتبادل الفرحة والتهانى يعتبر تحررا من قيود الروتين اليومى الذى يستغرق حياتنا بمكافأة النفس على أداء الفروض سواء صيام رمضان بعيد الفطر المبارك أو الحج بعيد الأضحى المبارك .
ويبدأ العيد بتجهيز البيوت لاستقبال العيد وفى يوم العيد الذى يسمى بالعيد الكبير لكثرة عدد ايامه ، وبعد انتهاء الصلاة يقوم الجميع بتكرار التكبيرات (الله اكبر الله اكبر) ثم ذبح الاضاحى وتوزيع لحومها على المحتاجين والعودة الى البيت حيث تشمل مائدة الطعام فى الصباح صوانى الفتة ولذلك يطلق عليه البعض عيد اللحمة ، وفى الغداء الرقاق والمشويات وعادة ما يتم ذلك فى بيت كبير العائلة . وبعد ذلك خروج الاطفال الى الملاهى وجمع العيدية من الاهل واللعب مع ذويهم فى الشوارع .
اما الدكتور سميح شعلان استاذ العادات والتقاليد بأكاديمية الفنون فيصف العيد بأنه محطة من محطات ارتياح النفس والروح التى لا تتحقق فيها السعادة للفرد دون استمتاعه بهذه المناسبة وسط جماعته التى ينتمى اليها من الاهل والاصدقاء والاقارب والجيران وباقى افراد المجتمع .
ففى العيد تثبت روح الجماعة والتوحد ومد لجسور السلام مع الاخرين والتجاوز فى الوقت نفسه عن هفواتهم واخطائهم ، كما ان الشخصية المصرية حرصت على ابتداع الحالة الاحتفالية المصاحبة للاعياد وربطها بطقوس معينة وعادات تحقق لها جومن البهجة فى العيد .
اقرا ايضا:
مساجد الإسكندرية تلتزم بالغلق خلال صلاة عيد الأضحى
واضاف شعلان ان العادات الشعبية هى تعبير أمين عن حاجات الناس للتعايش مع ظروفهم ومناسباتهم ، وغالبا ما تستند تلك العادات الى فحوى الرسالات السماوية فتستمد بذلك قدرا هائلا من الاستقرار فى وجدان الناس ، وتأكيد ارتباطهم بالاديان.
واكدميل الشخصية المصرية لاستمرار الجو الاحتفالى وعدم اقتصاره على العيدين فوضعت لنفسها وذويها اعيادا خاصة كأعياد الميلاد والسبوع والزواج واعياد الحصاد والعودة من الحج وشهر رمضان الذى يعتبر احتفالية دينية متكاملة وذلك لاستكمال الفراغات ما بين الاعياد واستمرار الروح الترفيهية والترويحية ولكن بشكل اكثر خصوصية .