أول وزيرة فى مصر تتحدث عن ظلم السادات وإنصاف القضاء لها
فى مثل هذا اليوم30 يوليو 2011 رحلت أول امرأة تتولى الوزارة فى مصر ، أول وزيرة للشئون الاجتماعية ، أطلق عليها الرئيس عبد الناصر لقب (قلب الثورة الرحيم) الدكتورة حكمت أبو زيد صاحبة مشروع الأسر المنتجة وفكرة الرائدات الريفيات وأرست فكرة الام المثالية.
انقلب عليها نظام السادات فسافرت إلى ليبيا هى وزوجها المستشار محمد الصياد للإقامة فيها فحرمتهما محكمة القضاء الإدارى من حق تجديد جوازى سفرهما وبالتالى عدم العودة إلى مصر لكنهما رفعا دعوى فى المحكمة الدستورية التى أنصفتهما فعادا إلى مصر عام1992 بعد عشرين عاما من الإقامة الجبرية فى ليبيا .
وتحكى الدكتورة حكمت أبو زيد أول سيدة تتولى وزارة الشئون الاجتماعية فتقول: بعد وفاة الرئيس عبد الناصر كنت الوحيدة فى اللجنة المركزية بعد خروجى من الوزارة بعد أن اخترت أن أخوض الانتخابات وسط الشعب ، ونزلت دائرة مصر القديمة وبعد نجاحى دخلت الاتحاد الاشتراكى ثم اللجنة المركزية وكنت أيضا السيدة الوحيدة .
كان لى علاقة وقتئذ مع جيهان السادات وكان عبد الناصر قد دعا رائدة الفضاء السوفيتية كريستوفا لزيارة مصر ومات قبل أن تصل كريستوفا إلى مصر ، وجاءت الرائدة احتراما لدعوته فاتصلت بى جيهان السادات لأعد برنامج لاستقبالها والاحتفال بها ، كانت العلاقة بيننا خالية من أى ابعاد سياسية أو شخصية لكن بدأ الخلاف يطرح نفسه مع وجود اختلاف فى وجهات النظر حول السلام .
وكنت زرت الرئيس السادات فى قصر الرئاسة على رأس وفد نسائى بعد توليه المسئولية ، وكان معى شعراوى جمعة وذهبنا لنقول له إننا معه لاستكمال بناء مشروع عبد الناصر الوطنى، وأكد لنا السادات انه سيسير على النهج وحدثت اعتقالات 15 مايو وأنا خارج الموضوع خاصة وأنا كنت فى زيارة على صبرى أثناء إبلاغه بإقالته ، لكن استشعر زوجى الخطر القادم وزادت الضغوط علينا فسافرنا إلى ليبيا للعمل فى الجامعة ، ولم نتعامل كسياسيين أو نطلب حق لجوء سياسى فقط كنت مختلفة مع توجه السادات إلى اسرائيل .
ما حدث بعد ذلك أن رفع وزير الداخلية وقتها اللواء حسن رشدى قضية أمام القضاء الإدارى بمنع إصدار جوازات سفر لنا وسحب الجنسية منى بتهمة اشتراكى مع الفريق متقاعد سعد الشاذلى فى التحريض على قلب نظام الحكم ، وطعنت على الحكم وأوقف القرار .
كنت أعمل استاذة لعلم النفس فى ليبيا ولم يكن هناك مصريين غيرى انا وزوجى ، لكن كانت هناك جاليات عربية اخرى ، خرجنا معا فى مظاهرة الى السفارة المصرية لكن انضم الينا بعض الدخلاء واحرقوا السفارة وصورهم التليفزيون الالمانى وقلت وقتها انى شاركت نيابة عن الشعب المصرى لكنى اتهمت بعدم الولاء وطالبت النائبة كريمة العمروسى فى مجلس الشعب بإسقاط جنسيتى .
وقتل السادات وكنت فى بيروت القى محاضرة فى الجامعة العربية وفوجئت بالصحف تكتب انى قدت مظاهرة فرح فى بنى غازى ، وأخذت حكم من الدستورية ببراءتى من تهمة الخيانة وعدت الى مصر 1992 وكان أول مكان زرته قبر الرئيس جمال عبد الناصر .