رئيس التحرير
عصام كامل

مقابر الضحايا الأجانب في الحربين العالمية الأولى والثانية ببورسعيد.. تحفة معمارية تاريخية شاهدة على الأحداث | صور

جانب من المقابر التاريخية
جانب من المقابر التاريخية ببورسعيد

السفر عبر الأزمنة الماضية حلم تناقلته الأساطير وأفلام الخيال العلمي ولكن هذا الحلم يتجسد إلى حقيقة واقعية على أرض بورسعيد بمجرد دخولك إلى مقابر الجاليات الأجنبية التاريخية " الكومنولث " بغرب بورسعيد والتي يعود عهدها إلى الحرب العالمية الأولى والثانية.


"هذه المقبرة منحة من شعب مصر لضحايا الحروب الأجانب" دونت هذه العبارة باللغتين العربية والإنجليزية على مدخل إحدى مقابر الكومنولث ، التي يقبع داخلها المئات من جثامين الجنود الأجانب ضحايا الحربين العالميتين اللتين وقعتا في القرن الماضي، لتبدو مقابر " الكومنولث " مكان تراثي يسيطر عليه عبق الماضي، ويصبح ذلك المكان شاهدا على أحداث هامة غيرت مسار التاريخ الإنساني.




وتنشر "فيتو" مجموعة من الصور من داخل مقابر الجاليات الأجنبية ببورسعيد والمعروفة باسم "الكومنولث" والتي تعد مزارًا سياحيًا لأحفاد ضحايا الحرب العالمية الأولى والثانية من الإنجليز والفرنسيين وجنود آخرين يمثلون دول العالم، مثل كندا وأستراليا ونيوزلندا والهند وأمريكا وصربيا وجنوب أفريقيا.




سبب الإنشاء
ومقابر  "الكومنولث"  تقدر مساحتها بما يقرب من 3  أفدنة، وهى بمثابة هبة من الحكومة المصرية لتكون قبورًا دائمة لجنود الحلفاء من الدول الأجنبية الذين قتلوا فى حرب 1914 و1918، تخليدًا لذكراهم.


وفي ذلك الوقت لم يكن هناك دفن فى بورسعيد بالمعنى الدقيق لأنه كان من المستحيل أن يتم أى حفر دون أن تتسرب الماء على عمق خمسين سنتيمترا  ، ولذلك كان يتم بناء حجرات أو حوائط من الحجارة وكانت تقام الواحدة فوق الأخرى ،  وأحيانا كانت ترتفع إلى ثلاثة أدوار .


وكانت تلك المقابر في البداية دون سور خارجى ،فيما عدا سور خشبي، لذلك تعرضت للسرقة، ولذلك طالبت مصلحة صحة بورسعيد بإقامة سور على هذه المقابر وتعيين غفير عليها لصيانة  الموتى ومنعا لانتشار أى عدوى.

بالصور.. «سيمون أرزت» أقدم مول بمصر يتحول إلى «خرابة» «تقرير» 




**أعداد جثث الضحايا
وتعتبر المقبرة ببورسعيد واحدة من 20 موقعا لمقابر الكومنولث المنتشرة بمحافظات مصر ، وتم دفن فيها جنسيات وأديان مختلفة ، وتشهد تلك المقابر احتفالات سنوية لإحياء ذكرى تلك الحروب المريرة ، عادة ما يحضرها مسئولون وسفراء إلى جانب عائلات الضحايا. 


و بخصوص مقابر الكومنولث ببورسعيد، فإنها تضم ضحايا الحربين العالميتين بواقع 983 في الحرب العالمية الأولى و11 في الحرب العالمية الثانية ، ومعظم الموتى من الإنجليز 757 في المرتبة الأولى و10 في الثانية يليهم الفرنسيون 473 في الأولى ثم تأتي بقية الجنسيات الأخرى من أستراليين وهنود وصرب .


بالصور.. الإهمال يداهم 6 مواقع أثرية تروي عراقة بورسعيد «تقرير»

الموقع والتصميم
وتقع المقابر  غرب بورسعيد في منطقة الجميل، ووضعت المقابر بترتيب محدد حسب تاريخ الوفاة وطبقاً للديانات ما بين مسلمين ويهود ومسيحيين وهندوس.


هذا وسطرت على حائط كل مقبرة تاريخ ميلاد ووفاة كل جثمان وديانته وجنسيته، وتتميز المقابر بالشكل والطابع الأوروبي الفريد وتحظى باهتمام كبير من والمشرفين عليها، خصوصاً فيما يتعلق بقص النجيل وتنسيق الأزهار ونزع الحشائش وتسوية المسطح الأخضر ليصبح متساوي الشكل تتوسطه رخامات المقابر المحاطة بالأزهار.





 




الإشراف علي الكومنولث
ويقوم بالإشراف على مقابر الجاليات الأجنبية ببورسعيد "الكومنولث" هيئة الكومنولث التابعة للسفارة البريطانية وهي التي تقوم بالإشراف على مقابر الحرب العالمية الأولى والثانية، والتى تعد مزارًا سياحيًا ، وتعتبر المقبرة  ببورسعيد واحدة من بين 16 مقبرة موجودة بالقاهرة والإسكندرية، والعلمين وفايد والسويس وأسوان.


وتستقبل المقبرة ببورسعيد يستقبل جميع الوفود السياحية من كافة أنحاء العالم، وغيرهم من أحفاد وأقارب الجنود الحلفاء.




 

الجريدة الرسمية