آه يا وجع البعاد.. والدة شهيد السعودية: عايزة أدفنه وأعيد معاه.. وابنته: قالي جبتلك هدوم وكنت مستنيه | فيديو
بيت صغير في أحد الأزقة القديمة بقرية البطحة التابعة لمركز نجع حمادي، تجلس سيدة ستينية العمر تدعى "غفران" والدة شهيد لقمة العيش بالسعودية على مصطبة ترتدى ملابسها السوداء تحدق بعينيها المملوءتين بالدموع وكأنها تشاهد ابنها الذي فارق الحياة بعيدا عنها، ويجلس إلى جوارها الأحفاد الخمسة الذين لا يعرف أحد منهم معنى الموت، وأنهم لا ينطقون كلمة "ابويا" مرة أخرى.
"فيتو" التقت أسرة شهيد لقمة العيش الذين قتل هو وابن عمه برصاصات غادرة على يد سعودي.
آخر مكالمة للضحية
ودون أن تدرك ما حدث لوالدها قالت ابنة شهيد لقمة العيش أحمد عبد الشافي "طالبة بالصف
الثاني الابتدائي": "كلمني في التليفون وقالي جاي، هو سافر من حوالي
سنة تقريبا مع عمي، عشان يجيبولنا اللي احنا عاوزينه".
وعن تفاصيل آخر مكالمة مع والدها تابعت: "كنت بكلمه فيديو من حوالي شهر أما آخر مكالمة تليفون بينا كانت قبل يوم الحادث اللي بيقولوا عليه، وقالي
جبتلك هدوم وحاجات كتير وكنت مستنيه أفرح معاه لما يرجع، بس بيقولوا هو خلاص
طلع السماء ومش حيرجع تاني، طيب عاوزه أشوفه للمرة الأخيرة قبل ما يروح عند
ربنا".
دموع الأم المكلومة
والتقطت الأم المكلومة "غفران" أطراف الحديث من حفيدتها والدموع تملأ عينيها وقالت: "ايه ذنب الأطفال الصغيرة دي يتيتموا وهما صغيرين .. ابني طالع على لقمة عيشه عشان يوكلهم يموت غدر".
واستطردت: "شاب زي الفل عمره 37 سنة يتقتل من غير ذنب.. ده كان مصلي لربه وصايم وعارف ربنا.. يضربوه غدر... وبطلب من الرئيس يا ريس يأمر بسرعة نقل الجثمان لمصر.. عاوزه أشوفه للمرة الأخيرة وأدفنه وأترحم
عليه .. وأعيد معاه".
حديث الأطفال
وبجانب الجدة يجلس طفل لا يتعدى عمره الثلاثة اعوام به آثار عمليات بإحدى عينيه، ينظر إلى الجميع لكنه غير مدرك عما يحدث حوله، وبجواره شقيقه الأكبر الذي بادر بالحديث معنا وقال: "أخويا بيشوف بعين واحدة بسبب حقنة خطأ ووالدي أجرى له 4 عمليات وكلفته الكثير ولا يزال ينتظر عمليات اخرى .. بس أبويا مات" لينخرط في البكاء هو والجدة وأشقاؤه.
شقيق الشهيد
وعن آخر الإجراءات الرسمية لوصول الجثمان قال عدلي شقيق الضحية: "الخارجية والهجرة عملوا اللي عليهم بس عاوزين ندفن جثمان أخويا وابن عمي اللي حيقعدوا في الثلاجة أيام العيد كيف طيب ناكل ونشرب، أمي كانت صايمة وبنفطرها على ميه من أول من سمعت الخبر من يوم الاثنين عشان ست كبيرة وصاحبة مرض".
وتابع: "أخويا وابن عمي سافرا بحثا عن لقمة العيش وهما يعملان منذ عدة
سنوات في مهنة نجار مسلح بالسعودية ولم يتبعا أي كفيل بل يعملان ضمن مؤسسة، والسعودي طلب منهما عمل سباكة لمنزله، ولما رفضا غدر بهما وأحضر البندقية الخاصة به وأطلق عليهما الرصاص من الخلف".
وأوضح أن المتهم لم يسلم نفسه كما تردد بل تم القبض عليه بعد أن أبلغ السوداني الذي كان معهما في موقع العمل عليه وأصيب هو الآخر برصاصة في الكتف.
القصاص العادل
ومن جانبهم طالب أهالي القرية بالقصاص العادل من القاتل وحفظ حقوق الشهيدين، كما طالبوا بسرعة عودة الجثمانين.